فيفري 04، 2007

غباء جند السماء أم قمة كذب حكومة العملاء؟؟

خليفة فهيم الجزائري


من يوم ما راج ذلك الخبر الغريب والمريب الذي تناولته جميع وسائل الإعلام العالمية بكل اختصاصاتها بتغذية سامة من حكومة العملاء في العراق المحتل وتحت إشراف قوات الاحتلال المهزومة الذي مفاده أن هذه الأخيرة وأذنابها تمكنوا من القضاء على حوالي 250 مسلح ببساتين ( الزركة) بالنجف الأشرف بدعوة أنهم من جماعة شيعية متطرفة تدعي ( جند السماء) كانت تعتزم القيام بهجمات ضد المرجعيات الشيعية أثناء احتفالات عاشوراء .
وعليه ومنذ ذلك اليوم وأنا احمل في نفسي سؤال ترددت كثيرا في طرحه لكن على من ؟ ليس لانعدام أصحاب الاختصاص والخبرة فهم موجودين وما أكثرهم خاصة في الجزائر صاحبة السجل الحافل بفنون حرب العصابات لكن لم اطرح سؤالي المحير خوفا من السخرية وربما من طرف طفل لا يتقن غير ألعاب ( بلاي ستيشن ) لأن اللعبة مفضوحة والجواب واضح وقد سبق السؤال بعدة سنين وان تحتم الأمر قد يجيب على نفسه بنفسه وبمنتهى الصراحة . لكن كان لابد من طرح السؤال ولذلك قررت أن أطرحه وفي لحظة من اللحظات دقت والدتي العجوز الباب ودخلت تبحث أو تتفقد شيئا في غرفتي وهي الخبيرة في شؤون البيت والتربية والحاملة لشهادة عالية وكبيرة عن سيناريوهات الحرب التحريرية خلال الثورة الجزائرية التي لازالت معلقة ليس على جدران البيت بل في ذاكرتها مكتوبة ومحفوظة بدقة ولها ما لها من القصص المفصلة المشوقة حول بطولات المجاهدين وعن كيفية إدارتهم للمعارك الحامية وتدقق لك عن العمليات التكتيكية والفدائية حتى تضن أنها خبيرة عسكرية . كما تحفظ مكائد العدو المجرم وما قام به وقد يقوم به إزاء المواطنين العزل البسطاء من قتل وتخريب الممتلكات من خلال المداهمات وعن قصف الطائرات التي لم تكن تفرق بين الأخضر واليابس إذا عجز جيشها الجبان من الوصول إلى المناطق التي قد يحوم حولها الشك. ورغم أن الشاهدة صاحبة الشهادة الكبيرة هي والدتي وأنا من رحمها إلا أني قررت أن يكون السؤال غير مباشر هروبا من نقدها لي أو اتهامي بالغباء ورغم أني كنت متأكد بأنها على علم بحادثة بساتين ( الزركة) بالنجف الاشرف إلا أنني طرحت السؤال بهذه الكيفية ...قائلا هل سمعتي يا أمي عن عدد المقاتلين الذين قضوا بالنجف في العراق على أيدي جيش الحمير العميل وقوات الاحتلال المهزوم؟ فردت وهل هم مقاتلين فعلا؟ أجبت إجابة الغير متأكد ربما مقاتلين. فردت متعجبة وكيف يقاتلون بهذا العدد في جماعة واحدة وليس لهم حماية لا طائرات تحميهم جوا ولا مضادات جوية ولا دبابات فحسب الرواية يا ابني فهم جيشا ثم الم يكن من بينهم ولا واحد له خبرة في إدارة الحروب وكانوا كلهم بهذا الغباء ؟ وزادت تسألني ثم الم تقل لي أن معظم العراقيين مدربون على حمل السلاح والقتال ولهم خبرة في الحروب؟ أم أنهم ليسوا عراقيين وغالب الضن يا ابني ماهم إلا مدنيين عزل هذه الحوادث وقعت في حقنا أثناء الثورة؟ أو قد يكونوا فعلا جند من السماء ليس لهم علم بالأرض وما فيها من عملاء وجبناء وأغبياء لايتقنون حتى تأليف الأكاذيب أو تلفيق التقارير الاستخبراتية الوهمية التي رمت بهم اليوم في مستنقع العراق لم يعرفوا الخروج منه إلا إذا جاءهم جند من السماء لإنقاذهم من جند الأرض الأحرار والشرفاء...شكرا أمي

الجزائر في 04/02/2007