فيفري 06، 2007


ذلك أضعف الإيمان يا أستاذ علي الريح


خليفة فهيم الجزائري

ما أعرفه ولمن أراد أن يعرف الأستاذ علي الريح (وفقه الله وفك أسره) انه رجل عربي أنجبته الأمة العربية من رحمها فتح عيناه فوجدها تعيش أسوأ أحوالها بين الأمم من تجزئة وتخلف تئن تحت وطأة المستعمر الحاقد البغيض أوالقريب المنبطح الذي تعاني من حكمه حتى الساعة. وبإيمان تام ورفض قاطع لواقع فاسد مفروض مغاير بعيد عن حقيقة أمته بدأ في التفكير والبحث عن الحل الأنسب والصحيح لبعثها من جديد لتعيش حقيقتها وتحيا مضيها المجيد وترقى بين الأمم بهيبتها المعهودة اهتدى هذا العربي الأصيل الحر الشريف الغيور وبدم حار ثوري اهتدى إلى النضال بجهده من اجل تكثيف الجهود مع غيره من الخيريين الأحرار من أبناء أمته لتغيير مسارها الخاطئ إلى الصحيح وهووحدتها بعد التجزئة وتحريرها من الاستعباد وكانت وسائله مبادئ صادقة وفكر نير وضعه ممن سبقوه إلى فوجده انسب أروى ضمأه ورسم له دربه فآمن وأقسم على شق الطريق المفروش بالأشواك لا الورود وعن دراية تامة فقرر الوصول إلى الهدف ولوكلفه ذلك حياته.

نعم انه الأستاذ على الريح المخلص لأمته والمؤمن بها
نعم انه الأستاذ على الريح المخلص لفكره والمؤمن به
نعم انه الأستاذ علي الريح المخلص لقائده والمؤمن به

ولأنه كذلك ولأن قائده اسر في معركة الأمة الحاسمة وهومصير أي قائد صادق شجاع مخلص قاد المعركة ضد قوى مجرمة غازية احتلت عراق العروبة شارك الأستاذ علي الريح في المعركة ولم يغادرها إلا بأمر من قائده حينما رأى ذلك إذ لم يغادر عراق العروبة وهي تحت الاحتلال لمدة خمسة اشهر كاملة وأكثر . فنفذ الأوامر واتجه إلى مسقط رأسه من الوطن العربي بالقطر السوداني ليتابع شق طريقه النضالي وعينه على أمته وقلبه مع قائده الذي اسر وشكلت له محكمة من طرف حكومة عميلة يقودها المحتل تحت ظله لمحاكمة قائده وكان من الطبيعي أن تنفذ فيه حكم الإعدام بعد أن عجزت في امتصاص رحيقه وفي صبيحة من صباح العرب والمسلمين تم تنفيذ الجريمة البربرية بأيدي حاقدة مأجورة يومها تعرت كل الوجوه وسقطت الأقنعة التي لم يلبسها القائد الشهيد حتى في آخر لحظات حياته وختم حياته الكبيرة بابتسامة عريضة أتلى الشهادتين حيث شهد له العالم اجمع بها وبذلك يكون هوأول شهيد في التاريخ الإسلامي يشهد له العالم بالشهادتين .
بعدها خرج الأستاذ علي الريح المخلص لقائده الشهيد ولأنه بعيد عن جبهة القتال اغتاض لفقدان عزيز ورفيق درب وملهمه الشجاعة والإرادة الحرة فقرر الأستاذ التنديد لكن ليس بالقلم بل بالخروج إلى الشارع في مسيرة احتجاج على مستوى القطر تليق بمستوى الرفيق القائد شهيد الأمة فالحادثة تستحق التضحية بالنفس والمال والولد كيف لا والهنود ومواطنين من شرق آسيا تظاهروا من قبل لتبرئة القائد العربي وتظاهروا أطلقوا اسم الشهيد على مواليدهم الجدد بعد استشهاده والعرب في سبات عميق إلى يوم الدين . فالأستاذ علي الريح المناضل الثوري والسياسي المحنك والأدرى بشعاب النظام السوداني المأجور والعربي كافة ورغم درايته إلا انه آمن بأنه لم يعد هناك طرق وأساليب وان الذئب لن يصبح أليفا فقال تبا للممنوع وقاد مسيرته رفقة رفاقه والشرفاء من بني قطره إلى أن انهالت عليه وسائل القمع التابعة للنظام المأجور وخاطبته بلغة السياط وقادته إلى زنزانة ارتاح فيها ضميره لأنها لا تختلف عن تلك التي اقتيد منها للتوقائده الشهيد صدام حسين المجيد إلى حبل المشنقة بشموخ عالي وشجاعة خارقة واضعا النقاط الأخيرة لحقيقة القائد الأسطوري سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب مؤكدا على أن القيادة لمن لا يهب وليست لمن هب ودب نعم فأنت يا أستاذ علي الريح لك من أبناء أمتك الشكر وكل الشكر الجزيل على موقفك الذي لا يتخذه إلى الشجعان وهوسير على أثار قائدك وسوف يسجل لك التاريخ ذلك مهما كانت درجته من سلم التضحيات ومكانة القائد الشهيد بين رفاقه وابناء أمته الأحرار والشرفاء وماكان يجب أن يقوموا به فسيذكر التاريخ ذلك ويسجل لك موقفك ولوفي خانة اضعف الإيمان.