فيفري 19، 2007


صدام حسين المجيد القائد الأسطورة التي لن تتكرر




خليفة فهيم الجزائري




لن يستطيع أي كان أن ينفي أن الشهيد صدام حسين المجيد ليس أسطورة في القيادة التامة والخالصة بإلمام تام بكل أصولها ..ولن أستطيع أن انفي أنا من جهتي أيضا بالقطع أن هذا الرجل الظاهرة والهدية الثمينة لن يتكرر في حياة العرب ولا يمر في أروقة قياداتهم القادمة وسيضل مكانه شاغرا وشخصيته غائبة. وصوت خطابه الوطني والقومي صامت عن الأجيال القادمة . لا لن انفي ذلك مادام هذا الابن البار من رحم الأمة التي عانت فأنجبته مثل ما أنجبت من سبقه. ولم يحدث أن جاء إليها من قبله أحد سهوا لأنها تعيش أوج وعيها بكامل حسها الوطني والقومي وهي سائرة نحو الانبعاث إلى الماضي المجيد مرغمة ومرغمة أيضا على إنجاب رجال من مقاس وبنفس درجة الشهيد القائد وما فوق. وهو ليس أمرا مستحيلا لان الشهيد القائد مكث كغيره من البشر تسعة اشهر في بطن أمه ولم يكون يختلف عنهم في شيء حتى في الخلق الجسدي إلا باختلاف البصمات لا اكثر ولا اقل لكن للمبادئ والفكر دور في اختلاف مجموع البشر درجات وهي قادرة على صنع هذه الشخصيات بمبادئ وفكر واحد في أي مكان وأي زمان على غرار صنعها للقائد الشهيد صدام حسين المجيد واكثر.وهنا تشدني الذاكرة بكلمة قالها القائد الشهيد ذات مرة في إجابته خلال حوار صحفي جمعه مع صحفيين اثنين واحد إيطالي والآخر اعتقد فرنسي بعد صد العدوان الثلاثيني عام 1991 بقيادة الولايات المتمردة الأمريكية . حينما طرح أحدهم سؤالا مستفسرا من القائد الشهيد قائلا: كيف استطعت أن تصبح قائدا زعيما وبهذه الحنكة السياسية في القيادة وكيف كسبت قلوب كل هذه الجماهير ؟؟ أجاب القائد الشهيد قائلا : أنا مثلي مثل غيري من القادة العرب لا اختلف معهم إلا في المبادئ والأفكار فأنا اخترت الشعب واحترم إرادته ولي فكر نابع من حقيقة الأمة انتهجه. هو الذي جعل مني زعيما وقائدا محنكا كما قلت .وعليه نحن نعلم ويعلم الجميع والكل يعرف حق المعرفة فكر ومبادئ الشهيد ونعرف أيضا قيمة النفس العربية العزيزة المحترمة والتي احترمها أنا ويجب أن احترمها باحترامي لرفاق درب القائد الشهيد الحاملين لفكره ومبادئه الذين لم يختلفوا عنه في شيء ويحفظون جيدا بل حرفيا ولما بين السطور لهذا الفكر النير وهم من رعيله. وهناك حتى من سبقه وارتوى بالفكر الذي ارتوى به القائد الشهيد ومن بينهم وهم كثيرين حتى من يصنع ما صنعه القائد الشهيد ويتعداه أميالا. إلا أن إحساسي يا أيها السادة وبعيدا عن أي عاطفة و عن أي ميول وليس إخلاصا له لأن الإخلاص لهذا الرجل الرمز هو مواصلة نفس مسيرته بدون تعثر للخروج بالأمة لرفعها من الحضيض إلى الأوج. والاستقرار بها في بر الأمان .أعود لأقول أن إحساسي الداخلي يقول لي هامسا لن يكون هناك مثيل أو بديل لهذا القائد الشهيد ولقول هذا دليلا على انه لم يمت. وهو موجود بيننا يرافقنا ويشجعنا لشق الدروب الوعرة المليئة بالأشواك ويعلمنا كيف نذلل الصعاب ..فمن يصدق يوما انه سوف يرى أو يسمع عن شخصية بكل مواصفات القائد الشهيد ؟ عندها يصاب العالم كله بالصدمة المؤدية إلى الخبل يخبل الأحباء فرحة والأعداء من وقع الفاجعة ويعيش هذا القائد زعيما لعالم اخبل الذي ارفض أن أعيش فيه أنا صراحة .أقول قولي هذا وأنا في أمس الحاجة وانتظر متشوقا تحرر أمتي قريبا ولن يتم ذلك إلا على يد قائد من مستوى وبأعلى درجة من درجة القائد الشهيد . ووعي عالي في صفوف الجماهير الجاهزة الآن .إلا أنى قلت لا أريد أن أعيش تلك الحادثة بقيادة بديلة لا لشيء إلا أني لا أريد أن أغير مكان صورة القائد الشهيد من مكانها جانبا ولو لبضع السنتمترات. فهي عالقة وبثبات في ذاكرتي وأخذت مكانها على جدار عالي يفوق أسوار بغداد الحصينة.وهي ليست الصورة الوحيدة التي احتفظ بها من تاريخ العرب القريب الثري فرغم قيمتها إلا أنها لم تقلل من قيمة الصور المحفوظة عندي التي سبقتها للأمير عبد القادر الجزائري وعمر المختار وغيرهم كثيرون ..ورغم أنى مقدم بإذن الله على التشرف الشرف العظيم واطلب التوفيق من الله والمساعدة من الشرفاء. حيث أنى هبيت في خوض غمار الكتابة عن القائد الشهيد صدام حسين المجيد في كتاب أتمناه أن يكون بداية وخاتمة كتاباتي إن لم تكن خيرا للصالح العام للأمة وهو اقل شيء أتقدم به كهدية ليس إلى محبين القائد الشهيد فقط بل إلى كل أحرار العالم والمدافعين عن كلمة الحق والعدالة وتحرر الشعوب و أصحاب المبادئ السامية . وأنا جد متأكد بأني لن أستطيع وسأعجز ويعجز أي كان مهما كانت درجة وقوة فكره أو قربه إلى القائد الشهيد الكتابة عنه والإلمام بجميع جوانب شخصيته حتى ولو كان الكاتب نفسه أسطورة في الكتابة . قد نستطيع الوصول إلى ذلك لكن علينا أن نجند جيشا كاملا من خبراء علم النفس ومن جميع الاختصاصات كذلك الجيش من العلماء الذي صنعه القائد الشهيد لأمته . عندها قد ننجح في الكتابة عن هذا الرجل الرمز ولو بمستوى الحصاة في الجبل ومن هنا أقول لكل من أراد و أشجعه أن يتشرف بالكتابة عن القائد الشهيد لكن عليه التريث أكان يريد الكتابة سلبا أو إيجابا لأن الأمر يخص قائدا شهيدا شهد له الجميع بأنه أسطورة ناذرة وناذرا ما تتكرر ولم تأتي صدفة بل بإرادة الاهية وبمشيئة القدر .... فهل يأذن الله ويشاء القدر لها أن تتكرر حتى نتحرر؟؟؟

فيفري 17، 2007

وصفة داء العملاء والجبناء من رحيق الشعراء
خليفة فهيم الجزائري

كتب الله لنا أن نكون من أبناء خير امة أخرجت للناس امة يتمنى كل إنسان أن يكون منها الأمة التي حملت ثقل كل
الأمم قدمت الخير ولم تتلقى سوى الشر نعم حيث كانت صاحبة فضل وفير بحملها لعدة رسالات ولا زالت فقد قامت بتحطيم أسوار الجهل فأنارت نورها ولم تبخل حتى ساد على الظلام الدامس الذي كانت تسبح فيه البشرية . والتاريخ يشهد على ذلك ويشهد أيضا على الشر الذي عصف ويعصف بها اليوم من طرف تلك الأمم والأخطر والمؤسف حتى من طرف أبناء رحمها الذين ربما تكون قد أنجبتهم بتشوهات في الفكر الذي يحملوه وانعدام تام في الغيرة والبسالة بل وبشخصية جوفاء. أو قد أنجبتهم سهوا والله اعلم لكن المؤكد أنهم ليسوا من المغضوب عليهم ولا الضالين وماهم إلا من فاقدي الصواب فمن واجبنا نحن أخلاقيا العمل على إرجاع كل فاقد صواب إلى صوابه إن استطعنا بكل ما نملك ونجتهد بإخلاص في البحث المعمق على مدار الزمن عن الدواء لهذه الفئة حتى لو كان رصاصة الرحمة ..
نحن أبناء هذه الأمة مثلما نتشرف بها ونبقى في خدمتها لا ننكر ماقد تنجبه لنا فهو فينا أكان سلبي أم ايجابي وإلا كيف نفسر تواجدنا في درب الأشواك الطويل ...وعليه استنفرت أفكاري وبدأت في البحث هنا وهناك لعلي أجد دواء لهذا الداء الدخيل اللا وراثي في أمتي وبدلا من أن اجبر نفسي على فتح المخابر لإعداد أي دواء كيميائي اهتديت إلى دواء أراه مناسبا وأمنيتي أن يكون شافيا وجدته في أرشيف الأسلاف محفوظ لم يمت نظيف ونقي لا يوجد به أي نية مغرضة سوى العلاج التام وهو ليس من إنتاجي فقد تم إعداده من طرف أناس لم يكن لهم يوما أي ارتباط مشبوه بأي جهة من الجهات أو أي ميول إلى فكر من الأفكار سوى ارتباط روحي بالوطن وفكر صادق نقي نابع من حبه إنهم كوكبة من الشعراء العرب واخترت لكم وصفة غنية مستخلصة من رحيق أشعارهم لأني وجدت أن الشعر اقرب إلى نفوس العرب فهو يؤثر فيها ويزيدها حماسة وخوفي كل الخوف إني أكون قد وصلت متأخرا واجد تلك الأحاسيس والضمائر قد ماتت..


_بداية مع الشاعر السوداني عمر البنا صاحب أشهر معلقة في الأدب السوداني وهي_ الحرب صبر

*الحرب صبر واللقاء ثبات _ الموت في شأن الإله حياة

الجبن عار والشجاعة هيبة _ للمرء ما اقترنت بها العزمات

والصبر عند الناس مكرمة ومقدام _ الرجال تهابه الوقعات

ثم يقول
والعمر في الدنيا له اجل متى _ يقضي فليس تزيده خشيات

فعلام خوف المرء إن خشى الوغى _ نفس الكريم وحانت الأوقات

والفخر بيع النفس لله _ العلي وأجرها الجنات

إن الجهاد فضيلة مرضية _ شهدت بمحكم أجرها الآيات




_وهذا الشاعر محمد التهامي مثلا يتصدى لموضوع من أهم مواضيع حياتنا أملا وهو الكفاح الموحد من اجل خلق غد
مشرق بسام للأمة العربية فيقول:

*إن القوة هو اتحاد كياننا _ فأنا وأنت صنعته وصنعته

من نور أحلامي وتطلعي _ وحصاد أيامي الطوال جمعته

من كل ساعة شدة قضيتها _ من كل ومضة مخرج ألهمته

من قبضة السجان من جبروته _ من قسوة الطغيان قد أخرجته

من خير أوطاني يسيل أغيرها _ ولها الجفاف عصرته وشربته

قل للئام العاملين لفرقة _ لا لن يعود إلى ما خلفته

فلقد عرفت وذقت حلو توحدي _ يكفيهم الزمن الذي أهدرته.



_وهذه الشاعرة روحية القليني تقول مثيرة النخوة ومعيدة للذاكرة أمجاد العروبة

*دعوت ربي في جنح الظلام وكم _ لجأت لله في ضيقي فيهديني

أقول يارب أنا امة خلقت _ للمجد والعز لا للذل والهون

وللبناء خلقنا كيف يهدمنا _ عاد علينا بلا رفق ولا لين

في الشام في مصر في بغداد في اليمن _ هدى العروبة في روحي وتكويني

يد الدخيل أرادت إن تفرقنا _ لكن وحدتنا شيدت بتمكين

أعود بالشوق للأرض التي صبرت _ على الفراق الذي قد كان يشقيني

احكي لها قصة العدواني سافرة _ فتمسح الدمع في رفق تواسيني

تقول لا تحزني فالنصر رائدنا _ مادمت ألقي جنود النصر تفديني

نحن الأباة وان طال الزمان بنا _ سنحطم القيد في عزم وتمكين .



_وهذا الشاعر إدريس محمد السوداني حينما وقع العدوان على مصر عام 1956

*بي ما بصدرك يا مصر من لهب _ وشيجة الحق والتاريخ والنسب

عم البلاد ذهول لا تحدده _ حدود ارض ومشبوب من الغضب

هذا الدم الثأر المهتاج نبعثه _ نارا ونحرق فيه كل مغتصب

كل العروبة لما مس إخوتهم _ بأس المغير سعوا في نخوة العرب
عروبة وحدة الإحساس تجمعها _ كما التقت في اتحاد الأصل والحسب.



_وهذا الشاعر راشد الزبير السنوسي ففي شعره نغمة عربية المطالع تغزو القلوب وتتهامس عليها العيون ومن شعره في قصيدة ( يا سائلون) التي يقتحم فيها مهاوي التخاذل


*يساءلون يأخي عن الجراح كيف لا تندمل _ ونزفها الدافق في البطاح ماله يشتعل

فقل لهم

ليغسل العار وعرض يستباح _ وجيلنا سواعد تعشق طعنة السلاح

بنظرة ثابتة إلى الأمل _ ووقفة صامدة بلا ملل

تزلزل الليل تمزق الغطاء _ لتحضن الغارق في الدموع والدماء

هناك في القدس مطالع الضياء _ أجيبيهم بكل ما سيحفظ الصغار

بالحقد يزرع الجبال والسهول والقفار _ ينبت في الصدور ألف عزمة وقار

ولن يرى الليل على شموخنا انتصار _ وجولة الباطل لن تعيش في انتحار

لترجع الفرحة بعد غربة لدار _ وتزرع النجوم في سمائنا أزهار

ويرقص النسيم وهو يحضن الثمار _ ويسبق الربيع في طلوعه آذار

ليطلق الصغار من براثن الدمار _ بوثبة انتصار وبسمة افتخار



_وهناك شاعر جزائري هو صالح خرفي بذل عصارة قلبه من اجل وطنه العربي وكانت مأساة البلاد امتداد لمأساة فلسطين العربية وتراه هنا كيف يمزج بين الألم المبرح في نفسه فيخرج بصورة نادرة المعنى :

*شبح لاح لي يدب على التيه إلى الأفق تشرئب يداه

يا الهي متى أعود؟ متى الفجر؟ وليلي على الأسى ما مداه

رجع الأفق صوته . ثم أحنى يسأل الأرض : هل سمعت نداه

فتعالى من الجزائر صوت : أمل العائدين : نحن فداه

من عباب المحيط في المغرب الأقصى ترامى إلى الخليج صداه

يا أخي في خيام ( غزة ) في قلعة ( يافا) جروحنا تتنادى

نحن قربان مدلج ينشد الفجر. فكنا له منارا وزادا

رعشة النور في سيراجك ياصاح .ضاءت له الربا والو هادا

ومن الآهة الحزينة . وافته من العز نغمة تتهادى

إننا نزرع الورود على الدرب ونجني من الورود القتادا

مرحبا بالقتاد يدمي خطانا . مرحبا بالدماء تجلي السوادا ..

_وهذا الشاعر محمد عيدان ينبه دائما إلى التاريخ والبطولات العربية والشكيمة والكرم وعلو المحتد.

*وأنا لشعب يعلم الله انه كريم

حصيف الرأي مرتفع الكعب

سليل جدودنا بهين . أعزة

مغاوير شوس .كا لضراغمة الغلب

ولكن عثا الحدثان في الشعب مرغما

عليه . كما تطغى السيول على العشب

فأصبح مغبونا من العيش مرغما

على الهون . مرهونا كيوسف في الجب

وغاب عن الأبصار لولا مخايل

تلوح كومض البرق من خلل السحب .

أو كقوله

ياحماة البلاد يا فتية الضاد _ ترى هل لكم من الرأي مغن

سار أجدادكم مع العصر شوطا _ وبقيتم مابين وهم ووهن

أين منكم مهابة وإنصاف _ أم سكنتم إلى احتقار وغبن

لا تقولوا هان الجدود. فهنا _ ساء نشئ لهم به سوء ظن .



_وهذا الشاعر الغنائي المعروف احمد رامي يقول في قصيدته إلى _ بــــغـــــــداد

*في هو (بابل) وحب ( النواس) _ جئت أسرى على هدى إحساسي

أملأ العين من مباهج بغداد _ واسعي إلى حمى العباس

وأرى دجلة الذي فاض بالخير _ عليها وماج بالإيناس

ورفاق إلى فؤادي أحباء _ على العين ودهم والرأس

إلى أن يقول

إيه بغداد والليالي كتاب _ ضم أفراحنا وضم المآسي

عبث الدهر في بساتينك الغناء _ والدهر حين يعبث قاس

ودهاك المغول بالطلعة النكراء _ يبغون قطف ذاك الغراس

فتصديت للغزاه وجابهت _ إذاهم مثل الجبال الرواسي

ثم نافحت عن حمى الحق والشرق _ وأصبحت شعلة النبراس

يقبس القابسون منك سنا العلم _ فتعطيهم بلا مقاس

وتديرين في الوجود منارا_ ثابت الركن مستقر الاواسي.


وفي الأخير أقول تبقى الوقاية خير من العلاج

فيفري 06، 2007



نـم هنيئا قائدي


خليفة فهيم الجزائري




أهنئك على شهادتك كما هنئنا رفاق دربك الذين سبقوك ونهنأ أنفسنا لأنك قائدنا فكما ذهبت أنت سوف نلحقوك أهنئك
قائدي وأخبرك انك كسبت الشهادة وأنت الوحيد في التاريخ الإسلامي من شهد له العالم بالشهادة أخبرك قائدي أيضا أنك كسبت ما كنت تناضل لأجله في لحظة واحدة ووحدت الشعب العربي وفي تلك اللحظة عرفوك فبايعوك وعلى دربك
سيتبعون . نعم فنم هنيئا قائدي
فأنت ذهبت لحماً جافاً وعظام نخرة كما أراد لنا البعث أن يستلمنا الموت وتركت ثروة تحيا من بعدك هي جيلا جديداً يحمل الرسالة التي كلفك ضميرك الحي وحسك الوطني والقومي لحملها.
نعم نم هنيئا فهي بين أيدي أمينة وعقول رصينة وعواطف عميقة وصادقة.
نعم نم هنيئاً فالرسالة وصلت وستتحقق وتخرج كنوز الخير والحب والحماسة الكامنة في قلوبنا وستسيطر الأمة على مصيرها لتحيا حياة إيجابية..........
أما الروح فهي لله وإليه راجعة اللهم تقبلها وأسكنها فسيح الجنات

إن لله وان إليه راجعون

مفاجأة العروبة لنفسها
الثورة الجزائرية(5) التاريخ السائد مصادر


خليفة فهيم الجزائري

مؤتمر الصومام 1956

1- أسباب انعقاد المؤتمر

لقد كان مؤتمر الصومام ضرورة لتقييم المرحلة الأولى من الثورة المسلحة ،ولوضع الخطوط العريضة لمواصلة الكفاح المسلح والتخطيط للحل السلمي من أجل استرجاع السيادة الوطنية كما أنه كان إجراء حتميا لتزويد الثورة بقيادة مركزية وطنية موحدة .تقوم بتنظيم وتسيير الكفاح المسلح زيادة على توحيد التنظيم العسكري وتحديد المنطلقات السياسية والإيديولوجية التي تتحكم في مسار المعركة وتوجهها.وكذلك تدارك النقائص خاصة فيما يخص نقص التموين وقلة التمويل وضعف الاتصال بين المناطق . كل هذه العوامل أدت إلى عقد مؤتمر الصومام الذي يعد أول اجتماع للمسؤولين السياسيين .

2- تاريخ و مكان المؤتمر
بعد سلسلة من الاتصالات بين مختلف قيادات المناطق اختيرت المنطقة الثالثة لاستضافة المؤتمرين لتوفر شروط الأمن والنظام والسرية وكانت قرية إيفري أوزلاقن المجاورة لغابة أكفادو مكانا لانعقاد المؤتمر. ترأس جلسات المؤتمر الشهيد العربي
بن مهيدي مع إسناد الأمانة للشهيد عبان رمضان .وبعد دراسة مستفيضة لحصيلة اثنين وعشرين شهرا من مسار الثورة من قبل مندوبو كل المناطق (ماعدا المنطقة الأولى والوفد الخارجي وذلك لتعذر حضور هما. أما منطقة الجنوب فقد أرسلت تقريرها للمؤتمر.

3- القضايا التنظيمية التي درسها المؤتمر
استعرض المؤتمرون النقائص والسلبيات التي رافقت الانطلاقة الثورية ، وانعكاساتها على الساحة الداخلية والخارجية . وبعد عشرة أيام من المناقشات أسفرت جلسات المؤتمر ، عن تحديد الأطر التنظيمية المهمة التي يجب إثراءها وصيغت هذه الأطر في قرارات سياسية وعسكرية مهمة ومصيرية، مست مختلف الجوانب التنظيمية للثورة الجزائرية السياسية العسكرية والاجتماعية والفكرية .وتمحورت الأطر التنظييمية فيما يلي :1 ـ إصدار وثيقة سياسية شاملة :تعتبر قاعدة إيديولوجية تحدد منهجية الثورة المسلحة مرفقة بتصور مستقبلي للآفاق والمبادئ والأسس التنظيمية للدولة الجزائرية بعد استعادة الاستقلال .2 ـ تقسيم التراب الوطني الى ست ولايات :كل ولاية تتضمن عددا من المناطق والنواحي والأقسام وجعل العاصمة منطقة مستقلة وهذا كله من، أجل تسهيل عملية الاتصال والتنسيق بين الجهات.3 ـ توحيد التنظيم العسكري: وذلك من خلال الاتفاق على مقاييس عسكرية موحدة لمختلف الوحدات القتالية لجيش التحريرالمنتشرة عبر ربوع الوطن ، فيما يتعلق الأقسام الرتب والمخصصات والترقيات والمهام والهيكلة .4 ـ التنظيم السياسي :تناول فيه المؤتمرون التعريف بمهام بالمحافظين السياسيين والمجالس الشعبية واختصاصاتها والمنظمات المسيرة للثورة وكيفية تشكيلها.5 ـ تشكيل قيادة عامة موحدة للثورة :مجسدة في كل من المجلس الوطني للثورة وهو بمثابة الهيئة التشريعية ، ولجنة التنسيق والتنفيذ كهيئة تنفيذية لتسيير أعمال الثورة 6 ـ علاقة جيش التحرير بجبهة التحرير : تعطى الأولوية للسياسي على العسكري . وفي مراكز القيادة يتعين على القائد العسكري السياسي أن يسهر على حفظ التوازن بين جميع فروع الثورة 7 ـ علاقة الداخل بالخارج :تعطى الأولوية للداخل على الخارج، مع مراعاة مبدأ الإدارة المشتركة. 8 ـ توقيف القتال ، المفاوضات ، الحكومة المؤقتة، أمور مختلفة .

1- قرارات مؤتمر الصومام السياسية والعسكرية
قرارات مؤتمر الصومام السياسية والعسكرية

الأعضاء الحاضرون :- العربي بن مهيدي : ممثل منطقة وهران ورئيس الجلسة.- عبان رمضان : ممثل جبهة التحرير الوطني وكاتب الجلسة .- عمر أوعمران : ممثل منطقة الجزائر العاصمة .- كريم بلقاسم : ممثل منطقة القبائل. - يوسف زيغود : ممثل منطقة الشمال القسنطيني.- بن طوبال : نائب زيغود يوسف.الأعضاء الغائبون: - مصطفى بن بولعيد : ممثل الأوراس النمامشة .- سي الشريف : ممثل الجنوب ( متغيب بعذر، بعد أن وجه تقريره للمؤتمر ).جدول الأعمال:1 - أسباب الاجتماع 2 - عرض التقارير أ - التقرير النظامي : التقسيم الإقليمي ، هيكلة الجيش ، تحديد مراكز القيادة .ب - التقرير العسكري : تعداد المجاهدين ، الوحدات ، نظام تركيبها ، التسليح.ج - التقرير المالي : المداخيل ، المصاريف ، الرصيد المتبقي.د - التقرير السياسي : الحالة المعنوية في أوساط المجاهدين والشعب .3 - الأرضية السياسية والنشرات الثلاث .4 - التوحيد : أ - توحيد النظام : تقسيم المناطق ، الهيكلة ، إحداث تغييرات على القيادات ، مراكز القيادة.ب - التوحيد العسكري:في الوحدات والرتب العسكرية والشارات والأوسمة والمرتبات والمنح العائلية ج - التوحيد السياسي : المحافظون السياسيون والصلاحيات الموكولة إليهم.د - التوحيد الإداري : مجالس الشعب .
5 - جبهة التحرير الوطني : إيديولوجيتها ، قانونها الأساسي ، نظامها الداخلي ، هيئاتها المسيرة ، المجلس الوطني للثورة ، لجنة التنسيق والتنفيذ واللجان المختلفة .6 - جيش التحرير الوطني : المصطلحات المستعملة ( المجاهد ، المسبل ، الفدائي) ، المرحلة الراهنة الانتشار التوسعي وتكثيف الهجومات 7 - العلاقة بين جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني : العلاقة بين الداخل والخارج ( تونس والمغرب وفرنسا).8 - العتاد .9 - جدول الأعمال :- الجوانب العسكرية والسياسية- المستلزمات المادية - وقف إطلاق النار ، المفاوضات ، هيئة الأمم المتحدة ، الحكومة المؤقتة - مواضيع مختلفة : القبائل ، الأوراس وغير ذلك.افتتحت الجلسة في الساعة الثامنة .أولا : استعراض موضوع الاجتماع وأسبابه ، من تقديم العربي بن مهيدي و عبان رمضان ثانيا : التقارير : أ - المنطقة الثانية : قدمت تقريرا مكتوبا قرأه زيغود يوسفملاحظات:لا يحتوي التقرير عدد المجاهدين بالمنطقة ، وعدد مناضلي جبهة التحرير وكذا عدد الأسلحة ب - المنطقة الثالثة : قدمت تقريرا شفهيا قام بعرضه كريم . وتشمل هذه المنطقة ، القبائل العليا ( الكبرى) والقبائل السفلى ( الصغرى) وهي منقسمة إلى ثلاث مناطق صغيرة تنقسم بدورها الى عشر نواحي والنواحي منقسمة إلى ثلاثين قسما .كان بالمنطقة الثالثة في بداية نوفمبر 1954 ، 450 مجاهدا وكان رصيدها المالي مليون فرنك.أما حاليا فتوجد بالمنطقة الأعداد الآتية : مناضلون: 87044 مسبلون: 7470 مجاهدون :3100الوحدات العسكرية : الفوج والفرقة .الفوج : يتركب من عشرة الى عشرين جنديا ويقوده عريف.الفرقة : تتركب من ثلاثة أفواج ويقودها مساعد.حدود المنطقة الثالثة : جيجل، سطيف ، برج بوعريريج، مسيلة، سور الغزلان، عين بسام، الأخضرية ، مينرفيل ( ثنية بني عيشة) سواحل البحر الأبيض المتوسط .الأسلحة : تتوفر بالمنطقة الأسلحة التالية : بنادق حربية : 404 - رشاشات: - 106بنادق رشاشة : 8 ( 4 من نوع FM. BART و4 من نوع 24/29 ) - بنادق صيد 4425.الأموال : يبلغ الرصيد المالي حاليا مليون فرنك . مع الملاحظة أن المداخيل الشهرية بالمنطقة حاليا تبلغ معدل 110 ملايين فرنك والمصاريف الشهرية معدل 55 مليون فرنك فيبقى كل شهر 55 مليون فرنك.الحالة المعنوية للشعب والمجاهدين : مرتفعة جدا ، غير أن الجميع يطلبون منا وبصفة ملحة تزويدهم بالأسلحة ، فالشعب متضامن معنا وهو مستعد للمشاركة في هجوم عام إذا لزم الأمر.مسألة حركة أورابح وإعلان سكان دوار إيريش وذراع الميزان ولاءهم للسلطات الفرنسية . وأما دوار إيريش التابع لمصالي ، و الذي طلب قسم من سكانه بالفعل الحماية من السلطات الفرنسية فقد طهرته فرقنا. وأما دوار مزيولة - ذراع الميزان - والذي عرف دائما بضعف عواطفه الوطنية فإن فرقنا لم تعامله بأي عنف بل لم تدخله مطلقا.المنطقة الرابعة : قدمت تقريرا مكتوبا عرضه عمر أوعمران . كان عدد المجاهدين في المنطقة الرابعة في بداية نوفمبر 1954 ، 50 مجاهدا ، أما حاليا فتوجد بالمنطقة الأعداد التالية : المناضلون 40000 - المسبلون : 2000 - المجاهدون : 1000 . هذه الأعداد المذكورة لا تشمل المناضلين والمجاهدين والمسبلين في مناطق برواقية والمدية و شامبلان وقصر البخاري وثنية الحد ومليانة وتنس والأصنام وشرشال.الأسلحة : تتوفر بالمنطقة الأسلحة التالية : بنادق رشاشة : 5 منها 1 من نوع BART بنادق حربية : 200 - رشاشات : 80 - مسدسات 300 - بنادق صيد 1500.الأموال : يبلغ الرصيد المالي حاليا 100 مليون فرنك.
المنطقة الخامسة : قدمت تقريرا شفهيا عرضه العربي بن مهيديحدود المنطقة : عمالة وهران ، مستغانم ، معسكر الجنوب ( بشار) الأموال :بلغ الرصيد المالي في بداية نوفمبر 1954 000 .80 فرنك كان عدد المجاهدين في المنطقة الخامسة في بداية نوفمبر 1954 ، 60 مجاهدا ( قتل و أسر منهم خمسون و تطور الوضع عند الاندلاع الثاني في الفاتح من أكتوبر 1955 ، فأصبحت الأعداد كالآتي: المجاهدون 500 مسبلون: 500 و في الفاتح من ماي 1956 ارتفع العدد إلى 1500 مجاهد و 1000 مسبل .الأموال : في الفاتح من نوفمبر 1954 كان الرصيد المالي 80 ألف فرنك و في الفاتح من ماي 1956 ارتفع إلى 35 مليون فرنك منها 25 مليون فرنك بالخارج ( لدى مسئولي المالية ) .الأسلحة : في فاتح من ماي 1956 بلغ عدد قطع الأسلحة كما يلي: بنادق رشاشة. 50رشاشات. 165 بنادق حربية. 1400 مسدسات 100 . بنادق صيد 1000 الحالة المعنوية للشعب و المجاهدين : مرتفعة جدا و العلاقات بين جبهة التحرير الوطني و جيش التحرير الوطني و الشعب ممتازة ، و المطلوب من منطقة وهران أن تقدم لاحقا تقريرا مفصلا عن الحالة الراهنة .
المنطقة السادسة : قدم عمر أوعمران تقريرا شفهيا عن سي الشريف و الملاحظ أن المنطقة السادسة أحدثت مؤخرا و هي تشمل أراضي بلديات سور الغزلان ، سيدي عيسى ، عين بوسيف ، قصر الشلالة . وهذه النواحي وصلت إليها فرقنا بينما بلديات الجلفة و الأغواط و المزاب و أقصى الجنوب لم تدخلها فرقنا بعد .التعداد : توجد بالمنطقة السادسة حاليا الأعداد التالية :مناضلون: 5000 مسبلون: 100مجاهدون: 200الأسلحة : تتوفر بالمنطقة حاليا الأسلحة الآتية : بنادق حربية:100 منها بندقية رشاشة واحدة . رشاشات :10 مسدسات: 50 بنادق صيد: 100 الأموال : تتوفر المنطقة على رصيد مالي يبلغ 10 ملايين فرنك دفعت للمنطقة الرابعة .
ثالثا : الأرضية السياسية و النشرات الثلاث .قرأ الحاضرون هذه الوثائق و نقدوها و ناقشوها
رابعا : التوحيد أ - توحيد النظام و التقسيم الإقليمي :المنطقة الأولى: الأوراس النمامشةحدود المنطقة:شمالا: منتسكيو ( مداوروش)- سدراتة- سطيف.جنوبا : الصحراء وعمالة قسنطينة.شرقا : الحدود التونسية.
المنطقة الثانية:شمالا: ابتداء من القالة حتى سوق الإثنين.جنوبا : سطيف ، الطريق الرابط بين الجزائر و قسنطينة إلى القراح ثم تمتد حتى الحدود التونسية مرورا بسيقوس ومونكالم وسدراتة ومداوروش.غربا :سطيف خراطة ، سوق الإثنين.شرقا :الحدود التونسية.المنطقة الثالثة : القبائل شمالا : سوق الإثنين.جنوبا : خط السكة الحديدية الرابط بين قسنطينة والجزائر وتمتد الى سطيف ثم برج بوعريريج، المسيلة عين الحجل وأومال ( سور الغزلان) عين بسام ، باليسترو ( الأخضرية).غربا : كوربي مارين ( زموري) مينرفيل ( ثنية بني عيشة).شرقا : سطيف ، خراطة ، سوق الإثنين.المنطقة الرابعة: شمالا : كوربي مارين( زموري) ، تنس.جنوبا : بويرة ، عين بسام ، بيرغبالو، البرواقية، قصر البخاري، تيارت .غربا : حدود عمالة وهران.شرقا : مينرفيل( ثنية بني عيشة) ، باليسترو( الأخضرية) تيير ( القادرية) ، بويرة، عين بسام.ملاحظة : وسط الجزائر والبلديات المجاورة وهي : حسين داي ، القبة، الأبيار، بوزريعة، بئر مراد رايس، وسانت أوجين، ليست تابعة للمنطقة الرابعة بل تشكل منطقة مستقلة.المنطقة الخامسة: عمالة وهران حدود المنطقة : عمالة وهرانالمنطقة السادسة: جنوب عمالة الجزائر حدود المنطقة : شمالا: بوردو ، قصر البخاري ، برواقية ، بيرغبالو، عين بسام. ومن النواحي الأخرى: صحراء عمالة الجزائر.ابتداء من تاريخ هذا اليوم : يغير مصطلح منطقة ويستعمل بدله ولاية، وتصير الناحية منطقة ، والقسم يصير ناحية.مراكز القيادة:طالما أننا اعتمدنا مبدئيا القيادة الجماعية ، وجب على هيئاتنا التداولية أن تحترم هذا المبدأ احتراما كاملا. ويتكون مركز القيادة من القائد السياسي أو العسكري الممثل المركزي لسلطة جبهة التحرير الوطني . يحيط به ثلاثة نواب مساعدون من الضباط يعتنون بالفروع التالية : الفرع العسكري والفرع السياسي وفرع الاستعلامات والاتصالات. هناك مراكز قيادة على مستوى الولاية والمنطقة والناحية والقسم . أما بالنسبة لحركة نقل العناصر داخل هيئة ما أو خارجها فالهيئة الأعلى مباشرة هي التي تتولى ذلك ، وأعتمد هذا المبدأ على مستوى جميع الدرجات.ب : التوحيد في الميدان العسكري : الوحدات : يتكون الفوج من أحد عشر جنديا من بينهم عريف وجنديان أولا، ونصف الفوج من خمسة عناصر من بينهم جندي أول. والفرقة من خمسة وثلاثين عنصرا ( ثلاثة أفواج ورئيس الفرقة ونائبه) والكتيبة من مائة وعشرة جنود ( ثلاثة فرق وخمسة إطارات). لقد تم اعتماد الرتب التي كانت مستعملة في منطقة القبائل وهي كما يأتي : - الجندي الأول : ويرمز له برقم ( ^ ) أحمر اللون يوضع على الذراع اليمنى.- العريف : يرمز له برقم ثمانية مرتين (^^ ) بلون أحمر.- العريف الأول : يرمز له برقم ثمانية ( ^^^ ) ثلاث مرات بلون أحمر.- المساعد: يرمز برقم سبعة ( v ) أحمر اللون تحته خط أبيض - الملازم : يرمز له بنجمة بيضاء.- الضابط أول : يرمز له بنجمتين واحدة حمراء والأخرى بيضاء.- الضابط الثاني : يرمز له بنجمتين حمراوين.- الصاغ الأول : يرمز له بثلاث نجمات اثنتان حمراوان وثالثة بيضاء.- الصاغ الثاني : يرمز له بثلاث نجمات حمراء.- قائد الولاية : يكون برتبة صاغ ثاني ونوابه الثلاثة برتبة صاغ أول.- قائد المنطقة : يكون برتبة ضابط ثان ونوابه الثلاثة برتبة ضابط أول.- قائد الناحية : يكون برتبة ملازم ثان ونوابه الثلاثة برتبة ملازم.- قائد القسم : يكون برتبة مساعد ونوابه الثلاثة برتبة عريف أول.- ملاحظة : المحافظون السياسيون لهم نفس رتب ضباط الهيئة التي ينتمون إليها . وتحمل قبعاتهم شارة تتكون من نجمة وهلال ولونها أحمر ( تصنعها كل ولاية).- شارات الرتب العسكرية تصنعها الولاية الثالثة.الأوسمة : تتولى لجنة التنسيق والتنفيذ دراسة هذه المسألة . وجميع هذه الرتب هي رتب مؤقتة. وستكلف مباشرة بعد الاستقلال لجنة عسكرية بدراسة كل حالة ، ووضع كل من له رتبة عسكرية في مكانه في الجيش الوطني ولن تحدث رتبة الجنرال إلا بعد تحرير البلاد.وتختص لجنة التنسيق والتنفيذ بتعيين الضباط ونزع رتبهم وتنزيلها بناء على اقتراح قائد الولاية الذي يقوم بدوره بتعيين ضباط الصف أو تنزيل رتبهم أو نزعها منهم. أما ما يتعلق بتعيين الجنود الأوائل ونزع رتبهم فيرجع ذلك إلى قائد المنطقة.المرتبات والمنح العائلية : المرتبات : كل مجاهد يتقاضى مرتبا شهريا وفق السلم التالي : الجندي الأول …………………………1200 فرنك في الشهر الجندي 1000……………………………فرنك في الشهر العريف 1500 فرنك في الشهرالعريف الأول ……………………. 1800 فرنك في الشهرالمساعد 2000 فرنك في الشهر الملازم …………………………………… 2500 فرنك في الشهرالملازم الثاني … 3000 فرنك في الشهرالضابط الأول 3500 فرنك في الشهر الضابط الثاني …………………………………4000 فرنك في الشهرالصاغ الأول … … …… .4500 فرنك في الشهر الصاغ الثاني ………………………….5000 فرنك في الشهر
وستماثل مرتبات الممرضين والممرضات مرتبات العرفاء التي تبلغ 1500 فرنك في الشهر ومرتبات الأطباء العسكريين مرتبات الملازمين التي تبلغ 2500 فرنك في الشهر. والأطباء مرتبات الضباط الأوائل التي تبلغ 3500 فرنك في الشهر .المنح العائلية : كل مجاهد يعول عائلة يستفيد من معونة شهرية ، وحتى تصرف هذه المعونة لمستحقيها وحفاضا على أموال الثورة يجب أن يعتمد على الحس الوطني لكل مجاهد. وسوف تعطى التعليمات إلى رؤساء الفرق والمحافظين السياسيين فيما يتعلق بهذا الموضوع . كما يستفيد المسبلون من الإعانة حسب القاعدة نفسها التي تخضع لها إعانة المجاهدين متى قاموا بعمل دائم على امتداد ثلاثين يوما في الشهر ، وربع الإعانة متى عملوا أسبوعا فقط في الشهر. والأسرى وعائلات الشهداء ، سوف تمنح لهم الإعانات بناء على القاعدة الآتية : سكان الأرياف 2000 فرنك كأساس مع زيادة 2000 فرنك لكل شخص . سكان المدن : 5000 فرنك كأساس مع زيادة 2000 فرنك لكل شخص.التنظيم السياسي :المحافظون السياسيون وصلاحياتهم : تتمثل مهام المحافظ السياسي الرئيسية في تنظيم الشعب وتربيته والدعاية والإعلام والحرب النفسية ( العلاقة مع الشعب والأقلية الأوربية وأسرى الحرب). بالإضافة الى ذلك يسهم المحافظون السياسيون بآرائهم في برامج العمل العسكري الذي يقوم به جيش التحرير الوطني وكذلك فيما يتعلق بالتمويل والتموين.التنظيم الإداري : مجالس الشعب : ستتشكل هذه المجالس عن طريق الانتخاب من خمسة أعضاء ، من بينهم رئيس وستعنى هذه المجالس بالحالة المدنية والشؤون القضائية والإسلامية و الشؤون المالية والاقتصادية والشرطة.
خامسا : جبهة التحرير الوطني : المبادئ الإيديولوجية والقانون الأساسي والنظام الداخلي وهيئات القيادة : المجلس الوطني للثورة ، لجنة التنسيق والتنفيذ ، اللجان المختلفة. القانون الأساسي والنظام الداخلي : تتولى لجنة التنسيق والتنفيذ إعدادها.هيئات القيادة : المجلس الوطني للثورة الجزائرية ويتكون من أربعة وثلاثين 34 عضوا منهم 17 دائمين و17 إضافيين.الدائمون : مصطفى بن بولعيد زيغود يوسف كريم بلقاسمعمار أوعمران العربي بن مهيدي رابح بيطاطمحمد الأمين فرحات عباس عبان رمضانبن يوسف بن خدة عيسات إيدير محمد بوضيافحسين آيت أحمد محمد خيضر أحمد بن بلة توفيق المدني محمد يزيد الإضافيون: نائب مصطفى بن بولعيد الأخضر بن طوبال محمدي السعيد سليمان دهيليس علي ملاح عبد الحفيظ بوصوفبن يحى محمد محمد بجاوي عبد الحميد مهريسعد دحلب رضا مالك ممثل الإتحاد العام للعمال الجزائريينصالح الونشي الطيب الثعالبي : ممثل الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريينأحمد فرنسيس إبراهيم مزهودي ملاحظة : تستدعي لجنة التنسيق والتنفيذ المجلس الوطني للثورة الجزائرية عندما ترى ذلك ضروريا ، وبناء على طلب أعضائها بزيادة عضو واحد ، ولا تصح مداولات المجلس إلا إذا حضر 12 عضوا من الأعضاء الدائمين أو الإضافيين ويجتمع المجلس مبدئيا مرة واحدة في السنة طوال مدة الحرب.لجنة التنسيق والتنفيذ : وتتكون من العربي بن مهيدي و عبان رمضان وبن خدة وكريم بلقاسم و سعد دحلب الذي لا يزال سجينا وسيخلفه نهائيا رضا مالك. تخول لأي عضو من أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ أو لأي مندوب اعتمدته هذه الهيئة قانونا مراقبة جميع نشاطات هيئاتنا داخل البلاد وخارجها. ويتمتع أعضاء اللجنة بسلطة مراقبة الهيئات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية الخ…كل ثلاثة أشهر.اللجان المختلفة : تتولى لجنة التنسيق والتنفيذ إنشاء اللجان المختلفة ومراقبتها ويكون مقرها مدينة الجزائر. سادسا : جيش التحرير الوطني : المصطلحات المستعملة الانتشار والتوسع وتكثيف الهجماتالمصطلحات : لا تستعمل في المستقبل إلا المصطلحات الآتية:المجاهد : وهو جندي في جيش التحرير.المسبل : وهو من نذر نفسه خدمة للوطن ويقوم بأعمال فيها مخاطرة بالنفس.الفدائي : وهو عنصر مكلف بتنفيذ عمليات هجومية في مراكز محددة في المدن . لقد أصبح الاتصال بين جميع الفرق على المستوى المناطق أمرا واقعا . ويتعين مواصلة المبادرة بالعمليات على جميع المستويات وتحقيق الانتشار التوسعي وتكثيف الهجومات.سابعا :العلاقات الداخلية والخارجية - الوضعية في تونس والمغرب وفرنسا.العلاقة بين الجبهة والجيش :- أولوية السياسي على العسكري- مهمة القائد العسكري في مراكز القيادة هي السهر على حفظ التوازن بين جميع فروع الثورة .
العلاقة بين الداخل والخارج : - أولوية الداخل على الخارج مع اعتماد مبدأ القيادة المشتركة.الوضعية في تونس : عرض حال عن الوضعية . تم إرسال وفد من أربعة أعضاء التحق بهم بن عودة الذي كلف على وجه الخصوص بنقل العتاد الحربي من تونس الى الجزائر.الوضعية في المغرب : عرض حال عن الوقائع . كان الوفد تحت قيادة الثعالبي الطيب بإشراف بوضياف.الوضعية في فرنسا : قدم تقرير فدرالية جبهة التحرير بفرنسا و اعتمدت جميع الرغبات ، ووقع جميع المسؤولين رسالة أرسلت الى اللجنة الفدرالية.ثامنا : العتاد الحربي :لا تنقل الأسلحة من ولاية الى أخرى ما دامت كل ولاية تعتمد في تسليح نفسها على ما تغنمه . وفي المستقبل تكون لجنة التنسيق والتنفيذ هي وحدها المؤهلة للقيام بتوزيع عادل للأسلحة ، يراعي وضعية كل ولاية.تاسعا : جدولة العمل مواصلة العمليات العسكرية مهما كلف الأمر ، وشن الهجومات المكثفة انطلاقا من تاريخ….. جعل فاتح نوفمبر ذكرى سنوية - ضرورة شن الإضراب التذكاري الشامل - استمرار مقاطعة المدارس الفرنسية - مقاطعة انتخابات لاكوست- اللجوء الى استعمال القوة المسلحة إذا ارتأى المسؤولون جدوى ذلك.وقف إطلاق النار والمفاوضات : المجلس الوطني للثورة الجزائرية هو الهيئة الوحيدة التي من صلاحياتها الأمر بوقف إطلاق النار ضمن الإطار الذي حددته وثيقة الأمم المتحدة الأساسية.ويتعين من الآن وصاعدا على المسؤولين في الداخل أن يقدموا جميع المعلومات المتوافرة لدينا لتسهيل مهمة ممثلينا المندوبين لدى هيئة الأمم المتحدة.الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية : ستدرس هذه المسألة لاحقا.المشكلات العالقة : اعتمد فيها الحل الآتي : - إرسال زيغود يوسف و إبراهيم مزهودي الى سوق أهراس والنمامشة مع تخويلهما الصلاحيات الموسعة لتسوية القضايا المطروحة هناك.- إرسال عمرأوعمران و سي الشريف و عميروش الى الجنوب والأوراس لحل المشكلات العالقة هناك. وستسهر لجنة التنسيق و التنفيذ على النظر في جميع الأوضاع التي سيقوم المندوبون الخمسة بالاطلاع عليها.ولا يخول البت في هذه القضايا نهائيا إلا لهذه اللجنة.المحاكم : لا يحق لأي ضابط مهما كانت رتبته العسكرية بإصدار حكم الإعدام . و ستتولى المحاكم المنشأة على مستوى الأقسام و المناطق محاكمة المدنيين و العسكريين على حد سواء . و يمنع الذبح و التشويه منعا باتا مستقبلا ، مهما كانت الحجج المتذرع بها ، و سيعدم المحكوم عليه بالإعدام رميا بالرصاص . ويحق للمتهم اختيار من يدافع عنه .أسرى الحرب : يمنع منعا باتا إعدام أسرى الحرب ، و ستحدث مستقبلا مصلحة خاصة بهم على مستوى كل ولاية ، مهما تكون مهمتها الأساسية ضمان العدالة و إبراز أخلاقيات ثورتنا .الكتيب الفردي : سيمنح كل مجاهد كتيبا فرديا .ترقيم الجنود : سنقترح كل ولاية نموذجا على لجنة التنسيق و التنفيذ .الإجازات : العودة إلى العمل بنظام الإجازات .مصلحة الصحة : سيخضع كل جندي جديد للفحص الطبي كلما أمكن ذلك .ملحق تقرير المنطقة الثانية :المنطقة الثانية : في بداية نوفمبر 1954 بلغ عدد المجاهدين بالمنطقة 100 أما العدد الحالي فهو كما يلي : المجاهدون 1669 المسبلون 5000 الأسلحة : تتوفر المنطقة على الأسلحة التالية : بنادق رشاشة :13 بنادق حربية: 325 منها رشاشات صغيرة بنادق صيد: 3750 الأموال : 203 ملايين و500 ألف فرنك الحالة المعنوية للمجاهدين والشعب : مرضية ملاحظة : تخضع كل المناطق الحدودية مع تونس لرقابة الأوراس ، مع أنه كان دائما مقررا أن تلحق بناحية سوق أهراس
يتبع ......

الجزائر في 08/04/2006

مفاجأة العروبة لنفسها
الثورة الجزائرية التاريخ السائد مصادر(3) قيادة المناطق الخمس


خليفة فهيم الجزائري

قادة المناطق الخمس

مصطفى بن بولعيد
1- المولد والنشأة
من مواليد في فيفري 1917 بأريس ولاية باتنة وسط عائلة ثرية ومتشبعة بالقيم الإسلامية،تلقى تعليمه الأول بمسقط رأسه ثم بمدينة باتنة أين إلتحق بمدرسة الأهالي "الأنديجان" كما تلقى تعليما بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هاجر إلى فرنسا سنة 1937 وعرف عن قرب أوضاع الجزائريين هناك، وكون نقابة تدافع على حقوقهم، عام 1939 أدى الخدمة العسكرية الإجبارية، وأعيد تجنيد أثناء الحرب العالمية الثاني.

2- نشاطه قبل الثورة
بدأ نشاطه السياسي في صفوف حزب الشعب منذ الأربعينات إذ كان من أنشط العناصر بالأوراس، وعند نشأة المنظمة الخامسة كان له نشاط دؤوب في تكوين الشبان سياسيا وتدريبهم عسكريا، وأنفق من ماله الخاص لتدريب وتسليح المناضلين.
شارك في إنتخاب المجلس الجزائري سنة 1948 وفاز فوزا سحيقا لكن السلطات الفرنسية زورت الإنتخابات. كان له دور كبير في انشاء المنظمة الخاصة ، وبعد أن أكتشف أمرها بدأ في توفير السلاح عن طريق شرائه من ليبيا كما ساهم في إيواء المناضلين المطاردين، أنشأ مع رفاقه اللجنة الثورية للوحدة والعمل وشارك في إجتماع الـ 22 في جوان 1954، وأصبح مسؤولا على المنطقة الأولى (الأوراس)، كما كان عضوا في لجنة الستة.

3- نشاطه أثناء الثورة
أشرف على توزيع الاسلحة على المناضلين بنفسه. سافر سنة 1955 إلى ليبيا لتزويد الثورة بالسلاح لكنه أعتقل في 11 فيفري 1955 وحوكم بالمحكمة العسكرية بقسنطينة في جوان 1955وحكم عليه بالإعدام. إستطاع الفرار من السجن رفقة الطاهر الزويبري في شهر نوفمبر 1955 عاد إلى قيادة الثورة وخاض معركتي إيفري البلح وأحمر خدو.
وواصل جهاده حتى أستشهد في 22 مارس 1956 إثر إنفجار مذياع مفخخ ألقته القوات الفرنسية.

ديدوش مراد
مسيرته

الملقب بـ سي عبد القادر المولود يوم 13 جويلية 1927 بالمرادية بالعاصمة من عائلة متواضعة.إلتحق بالمدرسة الإبتدائية بالمرادية ثم التعليم المتوسط حيث تحصل على شهادة التعليم المتوسط في 1942 ثم إنتقل إلى الثانوية التقنية بحي العناصر.ولأنه منذ صغره كان يمقت الإستعمار ولدت لديه الرغبة في الثأر لأبناء شعبه حيث إنظم منذ 1942 إلى صفوف حزب الشعب وهو لم يبلغ سن 16 بعد. سنتين عين كمسؤول على أحياء المرادية، المدنية، و بئر مراد رايس.وفي 1946 أنشأ فرقة الكشافة "الأمل" كما أنشأ بدوره الفرقة الرياضية السريع الرياضي للجزائر"وفي 1947 نظم الإنتخابات البلدية بناحيته، وكان الشهيد من أبرز أعضاء المنظمة الخاصة ، كما تنقل لتنظيم الحملة الإنتخابية للجمعية الجزائرية في الغرب الجزائري أين ألقي عليه القبض إلا أنه إستطاع الفرار من مجلس القضاء، وإثر إكتشاف أمر المنظمة الخاصة في مارس 1950، وبعد فشل الإدارة الإستعمارية وضع يدها على الشهيد أصدرت في حقه حكما غيابيا حكما بـ 10 سنوات سجنا، ولكن ورغم كل المضايقات التي مارسها الإستعمار ضده إلا أنها باءت بالفشل، بحيث كون في 1952 رفقة الشهيد: بن بولعيد نواة سرية في العاصمة مهمتها صنع المتفجرات لتحضير اندلاع الثورة ، لينتقل فيما بعد إلى فرنسا في مهمة: المراقبة داخل الفيدرالية ، وإثر عودته إلى العاصمة قام رفقة أصدقائه بإنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل كما شارك في إجتماع "22" المنعقد في جوان 54 الذي تقرر فيه إنطلاق الثورة وهو الإجتماع الذي إنبثق عنه أول مجلس للثورة من 5 أعضاء كان ديدوش أحد أعضائه (مسؤولا للناحية الثانية(، وكان الشهيد من أبرز محرري بيان أول نوفمبر 54وإثر إندلاع ثورة نوفمبر إستطاع منذ البداية وبمساعدته نائبه: زيغود يوسف إرساء دعائم منظمة سياسية عسكرية إلى غاية 18 جانفي 55 بعد معركة بدوار الصوادق سقط شهيدا وهو لم يبلغ بعد سن 28 ليكون بذلك أول قائد منطقة يستشهد بساحة الشرف.

كريم بلقاسم
مسيرته
من مواليد 14 ديسمبر 1922 قرب ذراع الميزان وسط أسرة ميسورة الحال إنضم إلى مدرسة ساروي Sarroy بالعاصمة ونال منها شهادة الدراسة Certificat D'etude عرف النضال مبكرا إذ إنخرط في صفوف حزبالشعب
بعد 1945 ومنذ 1947 آمن بفكرة الثورة كخيار وحيد لذلك لجأ إلى السرية وتحصن بالجبال يكون الخلايا العسكرية لليوم الموعود.عند اندلاع الثورة كان أحد مفجريها وأحد قادة جبهة التحرير الوطني منذ النشأة إذ شارك في الإجتماعات التي سبقت أول نوفمبر 1954 (عضو مجموعة الستة)، وأصبح قائدا للمنطقة الثالثة "القبائل"،وقاد العمليات العسكرية الأولى ضد المراكز والقوات الفرنسية في منطقة القبائل ، وأشرف على هيكلة وتأطير المجاهدين بالمنطقة بمساعدة اعمر او عمران ومحمدي السعيد.شارك في مؤتمر الصومام و صار عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ بعد مؤتمر الصومام.
بعد تأسيس الحكومة المؤقتة
للجمهورية الجزائرية شغل منصب وزير القوات المسلحة في التشكيلة الأولى. وزير الشؤون الخارجية في الثانية، و وزير الداخلية في التشكيلة الثالثة.شارك في مفاوضات ايفيان وكان من بين الموقعين عليها. أغتيل بعد الإستقلال في أكتوبر 1970 بألمانيا.

رابح بيطاط
مسيرته

من مواليد 19 ديسمبر 1925 بعين الكرمة (قسنطينة) زاول تعليمه بقسنطينة ثم اشتغل بمعمل التبغ التابع لبن شيكو ، ناضل منذ صغره في صفوف حزب الشعب ، ثم حركة انتصار الديمقراطية وأصبح عضوا فاعلا في المنظمة الخاصة ، وبداية من عام 1950 بدأ حياة السرية وحوكم من طرف السلطة الفرنسية سنة 1951 بسبب نشاطه السياسي وحكم عليه ب 10 سنوات سجن تنقل إلى المدية والغرب الجزائري للإتصال بالمناضلين كان من بين مؤسسي اللجنة الثورية للوحدة والعمل ،ثم المنظمة الخاصة .شارك في التحضير لإندلاع الثورة بالعاصمة وضواحيها ألقي عليه القبض بعد خمسة أشهرمن اندلاع الثورة(16مارس 1955) حكم عليه من طرف محكمة عسكرية فرنسية بالسجن مدى الحياة مع الأعمال الشاقة.رغم تواجد في السجن بفرنسا إلا أن قيادة جبهة التحرير الوطني عينته عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية ثم في لجنة التنسيق والتنفيذ، ثم وزير دولة في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1958.بعد إضراب عن الطعام ثلاث مرات للمطالبة بإعتباره سجين سياسي حول إلى زملائه المختطفين منذ أكتوبر 1956.بن بلة بوضياف ايت احمد خيضر .(أطلق سراحه مع المجموعة يوم 20 مارس 1962توفي في 11 أفريل 2000.

العربي بن مهيدي
1- المولد والنشأة

ولد الشهيد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة وهو الإبن الثاني في ترتيب الاسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الإبتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة إنتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الإبتدائي ولما تحصل على الشهادة الإبتدائية عاد لأسرته التي إنتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للإلتحاق بمدرسة قسنطينة.في عام 1939 إنضم لصفوف الكشافة الاسلامية "فوج الرجاء" ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان


2- النشاط السياسي
في عام 1942 إنضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته، حيث كان كثير الإهتمام بالشؤون السياسية والوطنية، في 08 ماي 1945 كان الشهيد من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الإستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة.عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين إلتحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث أن أصبح من أبرز عناصر هذا التنظيم وفي عام 1949 أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه يومذاك محمد بوضياف ، وفي عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل الشهيد محمد بوضياف للعاصمة. بعد حادث مارس 1950 إختفى عن الأنظار وبعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى 1953. وعند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954أصبح الشهيد من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية.

3- نشاطه أثناء الثورة
لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة ،وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها ،وقال مقولته الشهيرة إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب ، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة (وهران). كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لإنعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956، و عّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية (القيادة العليا للثورة) ، قاد معركة الجزائر بداية سنة 1956ونهاية 1957. إلى أن أعتقل نهاية شهر فيفري 1957 إستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه. درسا في البطولة والصبر لجلاديه.
يتبع .....
الجزائر في 03/04/2006

مفاجأة العروبة لنفسا
الثورة الجزائرية .2التاريخ السائد- مصادر


خليفة فهيم الجزائري

جيش التحرير الوطني
1- النشأة التاريخية


تعود أصول جيش التحرير الوطني إلى المنظمة الخاصة التي عملت على تشكيل أولى الخلايا العسكرية المسلحة من بين مناضلي حركة الانتصار للحريات الديمقراطية . وقد فتحت باب التجنيد ووضعت له شروطا . وكانت لها قيادة أركان وتنظيم عسكري يتمثل في : نصف المجموعة ، المجموعة ، الفصيلة . وعدة أقسام منها؛ قسم المتفجرات ، قسم الإشارة، قسم المكلف بالمخابئ. ووضعت المنظمة برنامجا للتدريب العسكري يشمل 12 درسا ،سحبت منه 50 نسخة وزعت على القادة فقط. وقد ركزت التدريبات على الجانب النظري والتطبيقي وذلك فيما يخص استخدام المتفجرات والأسلحة وتكتيك حرب العصابات وفن الكمائن والإغارة . وقد استطاعت المنظمة الخاصة رغم المتابعات والمحاكمات والمضايقات المسلطة على أعضائها، أن تضع الأسس والمنطلقات والتصورات لميلاد مؤسسة عسكرية ، تكون بمثابة الإطار العسكري للثورة التحريرية ، وهكذا كان ميلاد جيش التحرير الوطني .، والذي سوف تعتمد عليه جبهة التحرير الوطني لتخليص البلاد من السيطرة الاستعمارية وإعادة الاعتبار للدولة الجزائرية. من أكبر المشاكل التي واجهت جيش التحرير الوطني: كيفية الحصول على الأسلحة ، خاصة وأن السلطات الاستعمارية بدأت في جمع قواها وتوظيف إمكانيات حربية واسعة هائلة لقمع المناطق الثائرة. وتمكن جيش التحرير من التغلب على مسألة التسليح عن طريق غنمها في المعارك وجلبها من الخارج برا وبحرا .

2- الإستراتيجية الحربية لجيش التحرير الوطني
اتبع جيش التحرير الوطني في مواجهته للجيش الفرنسي حرب العصابات التي تعتمدعلى عنصر المباغتة ومعرفة الميدان. وقد أفلحت هذه الإستراتيجية في تحقيق الكثير من الانتصارات العسكرية لجيش التحرير الوطني باعتبار أن تنفيذ هذه العمليات العسكرية لا يتطلب إمكانات كبيرة ، بل يتطلب فقط مجموعات قليلة العدد خفيفة السلاح. ومن جهة ثانية فإن عنصر المفاجأة يؤدي الى نتيجة شبه مضمونة بحيث أن الكمائن التي يعدها جيش التحرير كانت تحقق في الغالب كامل أهدافها . كانت عمليات الهجوم إحدى الأساليب المفضلة لدى جيش التحرير ، وكان القصد منها تثبيط معنويات الجند الفرنسي وكذلك إبراز الوجود الفعلي للثورة وما يرافق ذلك من حماس شعبي كبير . احتفظ جيش التحرير بأسلوب حرب العصابات طيلة الثورة التحريرية ،ولم يدخل في مواجهة عسكرية كلاسيكية مع الجيش الفرنسي إلا عند الضرورة، وهذا مرده إلى انعدام التوازن بين الجيشين. وكان من نتائج انتهاج أسلوب حرب العصابات إرهاق العدو وتشتيت قواته وتخريب منشآته الاقتصادية والحيوية.

3- مراحل تطور جيش التحرير الوطني
المرحلة الأولى : 1954 ـ 1956 : كان فيها جيش التحرير الوطني فئة قليلة العدد والعتاد فكان عدد المجاهدين ليلة أول نوفمبر حوالي 1200 مجاهد، مسلحين بحوالي 400 قطعة سلاح ما بين بنادق صيد ومسدسات جلها موروثة من الحرب العالمية الثانية . وكان هذا الجيش موزعا على المناطق الخمسة التي أقرها اجتماع 23 أكتوبر 1954. وقد تكوّن جيش التحرير في هذه المرحلة من الأفواج الأولى من المسبلين والفدائيين والأشخاص المتابعين من قبل السلطات الاستعمارية. وقد وضعت شروط وضوابط الانخراط والتجنيد ضمن صفوف جيش التحرير . كانت أول تشكيلة وضعت لوحدات جيش التحرير الوطني على الشكل التالي :
التشكيلة عدد أفرادها القيادة الزمرة 5 مجاهدينيرأسها جندي أولالفوج 11 ـ 13 مجاهديرأسه عريف ونائبان برتبة جندي أولالفصيلةأو الفرقة 35 ـ 45 مجاهد . 3 أفواج
يرأسها 6 جنود برتبة جندي أول و 3 برتبة عريف وعلى رأس الفصيلة عريف أول يساعده كاتب الكتيبة 105 ـ 110مجاهد يرأسها مساعد ونائبان أحدهما عسكري والثاني سياسي
القسم يتكون من عدة كتائب
المنطقة تتكون من عدة أقسام
أما عن التنظيم العسكري للجيش فقد اعتمد نظام الأفواج وكان الهدف المنشود من وراء هذا التنظيم ضرورة التواجد والانتشار في كامل التراب الوطني وتمكن القادة الأوائل من وضع البنى التنظيمية والهيكلية لجيش التحرير ووضعوا برنامجا للعمل العسكري تركز على ضمان استمرارية الثورة وشموليتها وتعميم العمل العسكري والتنسيق بين العمل السياسي والعسكري وكذلك التركيز على تزويد الجيش بالسلاح . فبالإضافة إلى الاعتماد على النفس، ضاعفت الثورة صنع القنابل التقليدية وجمع ما أمكن من الذخيرة والأسلحة من المواطنين وفك السلاح من العدو في المعارك. . وحققت الثورة عدة انتصارات عسكرية واستطاعت أن تقلل من تأثيرات الهجوم العسكري الفرنسي المكثف ، الذي اعتمد على عمليات التمشيط واستعمال كل أنواع العتاد الحربي والأسلحة المحرمة . وكانت هجومات 20اوت 5591، التي قادها الشهيد زيغود يوسف، برهانا على تصميم جيش التحرير والتفاف الشعب حوله. المرحلة الثانية 1956 ـ 1962 :
عمل جيش التحرير على إعادة النظر في استراتيجيته تماشيا مع تطور الثورة لمواجهة المجهود الحربي الفرنسي المتزايد، فجاء التفكير في وضع إطار يعطي لجيش التحرير طابعا تنظيميا وهيكليا جديدا لتمكينه من مضاعفة عدد قواته وتزويدها بأحدث الوسائل و الأسلحة. وجاءت القفزة النوعية في التنظيم بعد صدور قرارات مؤتمر الصومام1956 التي أوجدت هيكلة دقيقة لجيش التحرير الوطني ، سواء من حيث التنظيم أو من حيث توحيد القيادات والرتب والتسليح والتموين والمنح العائلية للمجاهدين ومخصصات عائلات الشهداء ،زيادة على إنشائه لعدة مصالح مساعدة كمصلحة الصحة والطبوغرافيا والذخيرة والمراسلات والاستخبارات والإعلام والصحافة والمصالح القضائية والاجتماعية . والأمر المهم في قرارات مؤتمر الصومام ، هو أن جيش التحرير أصبح تنظيما عصريا متكاملا في الولايات ومنسقا فيما بينها ووضع قيادات موحدة خاضعة لسلم مضبوط ومرتبط بمصالح متكاملة تؤدي مهامها على أحسن ما يرام في مواجهة العدو .

4- هيكلة جيش التحرير الوطني
بعد تقسيم المهام بين أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ ، ظهرت مديرية الحرب وقسم التسليح والتموين وكان هذا الإجراء يعد أول خطوة في إطار هيكلة جيش التحرير الوطني التي تباشرها القيادة بعد عام 1956. وكان لازدياد نشاط وحدات جيش التحرير وتنوع عملياته وتعداده وكذلك ضرورة إيجاد قيادة موحدة تشرف على التنسيق بين جميع الوحدات القتالية والتحكم في المشاكل والنـزاعات التي قد تحدث ، سببا وراء إنشاء لجنة العمليات العسكرية وتتكون من ممثلين عن جميع الولايات والقاعدتين الشرقية والغربية. وكان يرأسها ضابط سامي ينسق أعمالها. وفي سنة 1960 ظهرت هيئة الأركان العامة وكلفت بالتنسيق وتسيير العمليات العسكرية لجيش التحرير في الداخل والخارج، ووضعت تحت إشراف لجنة وزارية .
وبفضل هذه التنظيمات وضعت الثورة الجزائرية اللبنات الأولى لجيش نظامي ، أرغم جنرالات الجيش الفرنسي على الاعتراف بقدراته القتالية وشجاعة جنوده .
الجزائر 25/03/2006
يتبع

مفاجأة العروبة لنفسا
الثورة الجزائرية 1
التاريخ السائد

خليفة فهيم الجزائري


1- التحضير لإندلاع الثورة


لقد تم وضع اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في اجتماعي 10 و24 أكتوبر 1954 بالجزائر من طرف لجنة الستة . ناقش المجتمعون قضايا هامة هي :
- إعطاء تسمية للتنظيم الذي كانوا بصدد الإعلان عنه ليحل محل اللجنة الثورية للوحدة والعمل وقد اتفقوا على إنشاء جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري المتمثل في جيش التحرير الوطني. وتهدف المهمة الأولى للجبهة في الاتصال بجميع التيارات السياسية المكونة للحركة الوطنية قصد حثها على الالتحاق بمسيرة الثورة، وتجنيد الجماهير للمعركة الحاسمة ضد المستعمر الفرنسي
- تحديد تاريخ اندلاع الثورة التحريرية : كان اختيار ليلة الأحد إلى الاثنين أول نوفمبر 1954كتاريخ انطلاق العمل المسلح يخضع لمعطيات تكتيكية - عسكرية، منها وجود عدد كبير من جنود وضباط جيش الاحتلال في عطلة نهاية الأسبوع يليها انشغالهم بالاحتفال بعيد مسيحي، وضرورة إدخال عامل المباغتة.
- تحديد خريطة المناطق وتعيين قادتها بشكل نهائي، ووضع اللمسات الأخيرة لخريطة المخطط الهجومي في ليلة أول نوفمبر).
المنطقة الأولى- الأوراس :مصطفى بن بولعيد
المنطقة الثانية- الشمال القسنطيني: ديدوش مراد
المنطقة الثالثة- القبائل . كريم بلقاسم
المنطقة الرابعة- الوسط: رابح بيطاط
المنطقة الخامسة- الغرب الوهراني: العربي بن مهيدي

تحديد كلمة السر لليلة أول نوفمبر 1954 : خالد وعقبة

2- الاندلاع
كانت بداية الثورة بمشاركة 1200مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضعة قنابل تقليدية فقط. وكانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة ومصالح استراتيجية أخرى، بالإضافة إلى الممتلكات التي استحوذ عليها الكولون..
شملت هجومات المجاهدين عدة مناطق من الوطن ، وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر المناطق الخمس : باتنة، أريس، خنشلة وبسكرة في المنطقة الأولى، قسنطينة وسمندو بالمنطقة الثانية ، العزازقة وتيغزيرت وبرج منايل وذراع الميزان بالمنطقة الثالثة. أما في المنطقة الرابعة فقد مست كلا من الجزائر وبوفاريك والبليدة ، بينما كانت سيدي علي و زهانة ووهران على موعد مع اندلاع الثورة في المنطقة الخامسة
وباعتراف السلطات الإستعمارية ، فإن حصيلة العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية عبر كل مناطق الجزائر ليلة أول نوفمبر 1954 ، قد بلغت ثلاثين عملية خلفت مقتل 10 أوروبيين وعملاء وجرح 23 منهم وخسائر مادية تقدر بالمئات من الملايين من الفرنكات الفرنسية. أما الثورة فقد فقدت في مرحلتها الأولى خيرة أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف ، من أمثال بن عبد المالك رمضان و قرين بلقاسم وباجي مختار و ديدوش مراد و غيرهم

3- بيان أول نوفمبر 1954
وقد سبق العمل المسلح الإعلان عن ميلاد "جبهة التحرير الوطني "التي أصدرت أول تصريح رسمي لها يعرف ب "بيان اول نوفمبروقد وجهت هذا النداء إلى الشعب الجزائري مساء 31 أكتوبر 1954 ووزعته صباح أول نوفمبر، حددت فيه الثورة مبادئها ووسائلها ، ورسمت أهدافها المتمثلة في الحرية والاستقلال ووضع أسس إعادة بناء الدولة الجزائرية والقضاء على النظام الاستعماري . وضحت الجبهة في البيان الشروط السياسية التي تكفل تحقيق ذلك دون إراقة الدماء أو اللجوء إلى العنف ؛ كما شرحت الظروف المأساوية للشعب الجزائري والتي دفعت به إلى حمل السلاح لتحقيق أهدافه القومية الوطنية، مبرزة الأبعاد السياسية والتاريخية والحضارية لهذا القرار التاريخي. يعتبر بيان أول نوفمبر 1954 بمثابة دستور الثورة ومرجعها الأوّل الذي اهتدى به قادة ثورة التحرير وسارت على دربه الأجيال.

1- مقدمة
جبهة التحرير الوطني هي حركة سياسية نضالية تحريرية نظمت وقادت جنبا إلى جنب مع جيش التحرير الوطني الشعب الجزائري في ثورة مسلحة ضد الاستعمار الفرنسي بين 1954 و 1962 من أجل تحقيق استقلال الجزائر استقلالا كاملا يحفظ للجزائر وحدتها الترابية والشعبية والحضارية والثقافية. ونظمت الشعب وهيكلت التراب الوطني بدقة لامتناهية منسقة مع التنظيم العسكري للثورة داخل الولايات والمناطق والنواحي والقسمات .

2- أصول جبهة التحرير
تعود أصول الجبهة إلى نشأة الثورية للوحدة والعمل التي ظهرت في مارس 1954 بهدف إيجاد قيادة ثورية موحدة تنبثق من مناضلي حركة انتصار الحريات الديمقراطية و أعضاء المنظمةالخاصة الذين يؤمنون بالكفاح المسلح وأعضاء اللجنة المركزية التي كانت تتنازع مع رئيس الحركة مصالي الحاج . وعملت اللجنة الثورية على تحقيق وحدة المناضلين، ولما فشلت اجتمع أعضاء المنظمة الخاصة في جوان 1954 بالجزائر العاصمة وعرف اجتماعهم مجموعة 22 التي قرروا فيها تنظيم الثورة المسلحة والإسراع باندلاعها للحفاظ على وحدة الشعب الجزائري وتحقيق استقلاله الكامل.وقد انبثقت عن هذه المجموعة قيادة عرفت ب لجنة الخمسة ثم الستة ثم التسعة أعضاء أوكلتها تنظيم الثورة وتقسيم التراب الوطني إلى مناطق وتحديد موعد اندلاع الثورة، والاتصال مع باقي المناضلين الفعالين المؤمنين بالعمل الثوري كوسيلة لتحقيق الاستقلال .

3- برنامج الجبهة السياسي
يعتبر بيان أول نوفمبر 1954 أول برنامج سياسي لجبهة التحرير الوطني حددت فيه أهدافها المتمثلة على وجه الخصوص في العمل على تحقيق استقلال الجزائر التام وذلك عن طريق إعلان الثورة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي والوصول إلى تحقيق هدف الثورة وهو الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية والاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية تحترم فيها جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني.ويمكن تتبع برنامج الجبهة في مواثيق مؤتمر الصومام ومؤتمر طرابلس ومؤتمر الجزائر.

4- التنظيم الهيكلي لجبهة التحرير
عرفت الجبهة تنظيما هيكليا حققت به هيكلة التراب الوطني سياسيا وإداريا وعسكريا .وكان التنظيم القاعدي لجبهة التحرير يرتكز على لجان ثلاثية من القسمة إلى الناحية إلى المنطقة فالولاية. وقد توصلت عن طريق هذا التنظيم الدقيق إلى توزيع مختلف شرائح الشعب والمجموعات السكانية في مجموعات وفصائل وأفواج وخلايا مرتبطة في شبكة محكمة النسيج، عجزت مختلف المصالح الاستعمارية والمصالح الإدارية أن تصل إلى أسرارها في هذا التنظيم المحكم الذي لم تتمكن من اختراقه . وقد لعبت المرأة دورا بارزا في هذا الإطار. بالإضافة إلى ذلك اعتمدت جبهة التحرير في نشر أهدافها والرد على الدعاية الاستعمارية المغرضة على وسائل الإعلام المكتوب والمسموع. وكان لسانها الناطق هو جريدة المجاهد التي أدت دورا فعالا.وبعد انعقاد مؤتمر الصومام، انضمت إلى جبهة التحرير مختلف الشرائح الشعبية من طلبة وتجار وغيرهم، وصارت الجبهة أكثر تنظيما مع صدور مواثيق مؤتمر الصومام التي حددت مسؤوليات المجلس الوطني للثورة الجزائرية ولجنة التنسيق والتنفيذ ثم الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية
الجزائر في 25/03/2006
يتبع

ذلك أضعف الإيمان يا أستاذ علي الريح


خليفة فهيم الجزائري

ما أعرفه ولمن أراد أن يعرف الأستاذ علي الريح (وفقه الله وفك أسره) انه رجل عربي أنجبته الأمة العربية من رحمها فتح عيناه فوجدها تعيش أسوأ أحوالها بين الأمم من تجزئة وتخلف تئن تحت وطأة المستعمر الحاقد البغيض أوالقريب المنبطح الذي تعاني من حكمه حتى الساعة. وبإيمان تام ورفض قاطع لواقع فاسد مفروض مغاير بعيد عن حقيقة أمته بدأ في التفكير والبحث عن الحل الأنسب والصحيح لبعثها من جديد لتعيش حقيقتها وتحيا مضيها المجيد وترقى بين الأمم بهيبتها المعهودة اهتدى هذا العربي الأصيل الحر الشريف الغيور وبدم حار ثوري اهتدى إلى النضال بجهده من اجل تكثيف الجهود مع غيره من الخيريين الأحرار من أبناء أمته لتغيير مسارها الخاطئ إلى الصحيح وهووحدتها بعد التجزئة وتحريرها من الاستعباد وكانت وسائله مبادئ صادقة وفكر نير وضعه ممن سبقوه إلى فوجده انسب أروى ضمأه ورسم له دربه فآمن وأقسم على شق الطريق المفروش بالأشواك لا الورود وعن دراية تامة فقرر الوصول إلى الهدف ولوكلفه ذلك حياته.

نعم انه الأستاذ على الريح المخلص لأمته والمؤمن بها
نعم انه الأستاذ على الريح المخلص لفكره والمؤمن به
نعم انه الأستاذ علي الريح المخلص لقائده والمؤمن به

ولأنه كذلك ولأن قائده اسر في معركة الأمة الحاسمة وهومصير أي قائد صادق شجاع مخلص قاد المعركة ضد قوى مجرمة غازية احتلت عراق العروبة شارك الأستاذ علي الريح في المعركة ولم يغادرها إلا بأمر من قائده حينما رأى ذلك إذ لم يغادر عراق العروبة وهي تحت الاحتلال لمدة خمسة اشهر كاملة وأكثر . فنفذ الأوامر واتجه إلى مسقط رأسه من الوطن العربي بالقطر السوداني ليتابع شق طريقه النضالي وعينه على أمته وقلبه مع قائده الذي اسر وشكلت له محكمة من طرف حكومة عميلة يقودها المحتل تحت ظله لمحاكمة قائده وكان من الطبيعي أن تنفذ فيه حكم الإعدام بعد أن عجزت في امتصاص رحيقه وفي صبيحة من صباح العرب والمسلمين تم تنفيذ الجريمة البربرية بأيدي حاقدة مأجورة يومها تعرت كل الوجوه وسقطت الأقنعة التي لم يلبسها القائد الشهيد حتى في آخر لحظات حياته وختم حياته الكبيرة بابتسامة عريضة أتلى الشهادتين حيث شهد له العالم اجمع بها وبذلك يكون هوأول شهيد في التاريخ الإسلامي يشهد له العالم بالشهادتين .
بعدها خرج الأستاذ علي الريح المخلص لقائده الشهيد ولأنه بعيد عن جبهة القتال اغتاض لفقدان عزيز ورفيق درب وملهمه الشجاعة والإرادة الحرة فقرر الأستاذ التنديد لكن ليس بالقلم بل بالخروج إلى الشارع في مسيرة احتجاج على مستوى القطر تليق بمستوى الرفيق القائد شهيد الأمة فالحادثة تستحق التضحية بالنفس والمال والولد كيف لا والهنود ومواطنين من شرق آسيا تظاهروا من قبل لتبرئة القائد العربي وتظاهروا أطلقوا اسم الشهيد على مواليدهم الجدد بعد استشهاده والعرب في سبات عميق إلى يوم الدين . فالأستاذ علي الريح المناضل الثوري والسياسي المحنك والأدرى بشعاب النظام السوداني المأجور والعربي كافة ورغم درايته إلا انه آمن بأنه لم يعد هناك طرق وأساليب وان الذئب لن يصبح أليفا فقال تبا للممنوع وقاد مسيرته رفقة رفاقه والشرفاء من بني قطره إلى أن انهالت عليه وسائل القمع التابعة للنظام المأجور وخاطبته بلغة السياط وقادته إلى زنزانة ارتاح فيها ضميره لأنها لا تختلف عن تلك التي اقتيد منها للتوقائده الشهيد صدام حسين المجيد إلى حبل المشنقة بشموخ عالي وشجاعة خارقة واضعا النقاط الأخيرة لحقيقة القائد الأسطوري سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب مؤكدا على أن القيادة لمن لا يهب وليست لمن هب ودب نعم فأنت يا أستاذ علي الريح لك من أبناء أمتك الشكر وكل الشكر الجزيل على موقفك الذي لا يتخذه إلى الشجعان وهوسير على أثار قائدك وسوف يسجل لك التاريخ ذلك مهما كانت درجته من سلم التضحيات ومكانة القائد الشهيد بين رفاقه وابناء أمته الأحرار والشرفاء وماكان يجب أن يقوموا به فسيذكر التاريخ ذلك ويسجل لك موقفك ولوفي خانة اضعف الإيمان.

نعم يا مجاهدة القلم كلشان البياتي السيف في غمده يصيبه الصدأ


خليفة فهيم الجزائري

قالت فاطمة نسومر البطلة الجزائرية المقاومة ذات يوم وهي تقف شامخة مرفوعة الرأس عازمة ومتوعدة ومغتاضة تلوم وتعاتب أمام جمع من أبناء ورجال منطقتها وبعض من مقاتليها تخاطبهم وتحثهم على الصمود والتصدي للعدو وملاحقته والانقضاض عليه لدحره مهما كانت قوته ما دامت هناك إرادة حرة كامنة في النفوس وحق مغتصب لا سبيل في استرجاعه غير المقاومة المستمرة الباسلة بشتى الوسائل المتوفرة قالت البطلة يومها مغتاضة "...السيوف في أغمادها يصيبها الصدأ ..." في إشارة منها على انه لا قيمة لسيف أهين صاحبه وانتهك شرف قومه قالتها بالأمس فاطمة نسومر ولم تتأخر اليوم الكاتبة البطلة كلشان البياتي صاحبة القلم الحر الثائر وبنفس النغمة وهي تخاطب الكتاب والمثقفين من أشراف وأحرار الأمة عبر شبكة البصرة تحثهم على الجهاد بالقلم مذكرة إياهم بقول القائد المجاهد صدام حسين القائل "..إن القلم والبندقية فوهة واحدة .."في إشارة لإسناد المجاهدين البواسل في ارض المعركة النيابية التي يدرونها ويكتبونها بدمائهم على أرضهم الطاهرة لتحريرها من دنس أقدام أبناء القردة والخنازير وأذنابهم العملاء وهم يلقنونهم اليوم دروسا في التضحية ويؤكدون تاريخ الأسلاف البطولي الباسل ليثبتوا انهم خير خلف لخير سلف فهنيئا لهم ونعاهدم ونعاهد البطلة مجاهدة القلم كلشان البياتي عهد من روت دمائهم سائر الأرض العربية من اجل التحرير والتحرر ومن اجل تنظيفها من الدنس على أننا لا ولن يغفا لنا جفن ولن يدور في عروقنا دم بارد غير ذلك الحار لدحر العدو ولن يخفق لنا قلب إلا بخفاقات وقع الضربات التي يتلقاها العدو الغاصب على أيدي الأبطال المباركة في أرض كنعان والرافدين . فلا ولن يجمد حبر أقلامنا ولن تصدأ سيوف العروبة اللامعة البراقة يا مجاهدتنا البطلة كلشان البياتي .
الجزائر في 29/05/2006

تغطية إعلامية من الجزائر العربية
لصلاة الجمعة ووسائل الإعلام حول
حادثة استشهاد القائد العربي صدام حسين المجيد

من كان آخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة


خليفة فهيم الجزائري

لقوله صلى الله عليه وسلم وفي حديث صحيح رواه البخاري (..من كان آخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة..) اجمع جميع خطباء مساجد الجزائر العربية على أن القائد العربي صدام حسين مصيره الجنة وقد مات شهيدا شهيدا شهيدا في سبيل الله حيث تطرق جميع الأئمة الخطباء إلى ما قام به الشهيد صدام حسين من صده للمشروع الفارسي في المد الشيعي وتصدير الثورة الخومينية وكذا وقوفه أمام الكيان الصهيوني الغاصب وأطماعه التوسعية والأطماع الأمريكية في المنطقة وقد عرف واعترف الجميع على أن الأمة العربية خسرت قائد أسطوري قد لا يتكرر وختمت جميع الخطب بالدعاء للشهيد بإسكانه جنة الفردوس وسط إجهاش بعض الخطباء والمصلين بالبكاء.
من جهتها خرجت جميع الصحف الجزائرية ووسائل الإعلام بعناوين تدين إعدام القائد العربي صدام حسين وتؤكد على انه قتل في سبيل الله حي عند ربه يرزق وقد ذهبت وسائل الإعلام من جهة أخرى تفضح التحالف الثلاثي المشترك بين أمريكا وإسرائيل وإيران الصفوية بالحجة الدامغة وهي المرة الأولى في تاريخ الأعلام العربي وذهبت وقامت بعدة تحقيقات في كل ما يمت بصلة حول محاسن المرحوم الشهيد أجرت لقاءات مع عدة شخصيات ورفاق الشهيد منهم الأستاذ الدكتور أحمد شوتري عضوالقيادة القومية والقيادي البارز في حزب البعث العربي والأستاذ عبد الحميد مهري الرئيس السابق للمؤتمر العربي القومي والذي طلب من الحكومات العربية الاعتراف بالمقاومة العراقية ودعمها وكذا رئيس الوزراء السيد عبد العزيز بالخادم الذي وصف الحادثة بأنها عملية سبقت العصر الجاهلي بالكثير كما سجلت وسائل الإعلام ردود أفعال المواطن الجزائري الذي أكد انه يعتز ويفتخر بأمته التي أنجبت مثل صدام حسين ودعا لها بإنجاب المزيد والمزيد مثل هذا البطل.بقى أن نقول إن المطلع والمتتبع لوسائل الإعلام العربية يحس وكأن هذه الوسائل كانت مقيدة لفترة من الزمن وأنها كانت على علم بحقيقة التحالف الشيطاني الذي تشكله أمريكا إسرائيل وإيران الصفوية وخطورتهما على الأمة لكنها لم تخرج عن صمتها إلا بإيعاز أعطى لها أوربما قد تمكنت من قطع الحبل الذي كانت مقيدة به لما وصلت إليه الأمة اليوم وهوواقع مر يجعلها تقطع حبل القيود حتى لوكان بحجم ذلك الحبل الذي تم به إعدام الشهيد البطل صدام حسين لان الحبل لا يساوي شيئا أمام الحق وأمام كلمة..لا اله إلا الله..وهذا ما كان يدركه الشهيد صدام حسين ألف رحمة عليه فهل تحي الضمائر ونسلك دربه.؟


نار المقاومة تشتد وتزيد بأقفال بغداد الرشيد وأغلال صدام حسين المجيد

خليفة فهيم الجزائري

نعم هكذا نريدها وكما تمنيناها وأرادها مهندسها وشكرا وألف شكر لرجال المقاومة العراقية الأشاوس الذين أوفوا بما عاهدوا الله عليه ووعدوا هذه الجماهير العربية واشفوا غليلها واروا ظمأها ونبقى نحن لهم مدانين إلى يوم الدين. لقد طبقوا ما استلموا من خطط وتوصيات وتوجيهات حسب ما رسمه لهم القائد المجاهد خلال مدة الإعداد للمعركة الكبرى الحوا سم التي كان يدركها ومتأكد منها منذ مدة طويلة وبحنكته وخبرته الباهرة خرج عن الأوضاع التقليدية عندما قرر وضع قيادة بديلة تصنع الحوا سم لتحرير العرب من الذل والمهانة فقد كان هذا الحلم الدائم له وبإرادة الله العلي العظيم ولإخلاص هذا القائد الأسطوري المؤمن الوفي لدينه وأمته وكما كان يتوقع فقد جر بجميع أعداء الأمة وعملاء ولقطاء ومن بقيا زبالة التاريخ الذين كانت تشكو هذه الأرض الطاهرة نتانتهم وبإذن الله تم الجر بهم بشباك صدام حسين المجيد ورميهم في مستنقع العراق ولازلت اذكر كلمة قالها في احد خطبه سنة 2001 عندما قال بالحرف الواحد (إننا مقدمون على ما يفرح الأحبة والأصدقاء ويصيب الأعداء بالانبهار والخيبة) وفي هذا الحين كان وحسب اعتقادي قد تم رسم وانجاز المهم لسحق العدو الذي طالما عبث بالأمة ظلما وقام باغتصاب خيراتها وإبادة شعبها وحمل العداء لأحرارها وشرفائها عبر التاريخ وفي المقابل كان هذا القائد العربي البار المؤمن بانتمائه العربي ودينه الإسلامي ولطالما ارقه ذلك بما تعانيه أمته فقد وفقه الله وشرفه بأن يكون دحر هذا العدو الغاصب في عصره وعلى يده وكان له شرف إدارة المنازلة الكبرى وهندستها ويبقى السر في إطلاق اسم الحواسم عليها له أكثر من معنى يجب العودة إليه والتعمق فيه لمن أراد أن يعرف ولو قليلا كيف جاءت وعلى أي أساس كانت هذه المنازلة. التي فعلا أبهرت العدو وخيبت كل آماله الخبيثة وهاهو يئن تحت وقع ضربات المقاومة الباسلة التي باشرت مهامها حسب التوجيهات وبكل دقة وسرعة فائقة جعلتها أسرع مقاومة في التاريخ وهذا ما دل على شيء إنما يدل على التنظيم والتخطيط المسبق فبمجرد دخول العدو أبواب بغداد الرشيد قد تم إغلاق أقفال المدينة بأحكام وتنفيذ المهام فقد أقفلت أبواب بغداد واشتعلت نار المقاومة وهي تزيد والعدو يباد داخل بغداد وعلى أسوارها كما أعلن القائد المجاهد جهرا ولم يفهم ذلك الأغبياء لأنها معادلة وضعها النجباء الأقوياء الأوفياء ومن ينفذونها هم كذلك يصعب قراءتها إلا من طرف من نهل من فكر ومبادئ ويؤمن بما يؤمن به القائد الأسطوري صدام حسين المجيد... ولحكمة الاهية وبرهان أراده الله لهذا القائد الوفي تم أسره من طرف العدو وكانت حادثة ربما أعطت وقادت العدو للانجرار وإذنابه وراء صراب لم يزيد أمورهم إلا تعقيدا وذلا حيث وظنا منهم توقعوا واهمين أنهم قد تمكنوا من مسك مفاتيح المدينة وهللوا لذلك كثيرا وتبادلوا التهاني بوضع الأغلال على أيدي القائد المباركة والحقيقة الواحدة التي كانوا يعرفونها بل تأكدوا منها هي أن فتيل المقاومة بأيدي القائد المثقلة بالأغلال والأسير لديهم ولا مانع في الدخول في المساومة معه فقد يبيع لأبخس الأثمان وحاولوا للمرة ألف لكن فشلوا فشلا ذريعا فهددوا ونقلوا تهديداتهم إلى المحكمة الهزيلة التي سمعوا خلالها ما لم يتوقعوه وكشفتهم وزادتهم ذلا وزادت من وقع المقاومة وزادت تمسك الشعب العربي بقائده الرمز وحبه له وبدأت العشائر والقبائل العربية داخل وخارج العراق ولا زالت تبايع وتطالب بإطلاق سراح قائدها وابنها البار كما نسجل الأصوات الحرة والشريفة من جميع أنحاء العالم تنادي بفك أغلال صدام حسين المجيد .

من قال ان الذئب أليف يارعاة الجزائر؟؟

خليفة فهيم الجزائري

قرأنا في المدرسة عن تعريف التاريخ انه مرآة للماضي وان التجربة هي خير دليل للبرهان وان الحقيقة غير الواقع وان الامانة تؤدى الى اهلها او تصان و قرأنا وقرأنا....وما قرأناه يجب ان نستفيد منه اليوم فشكرا والف شكر يا معلمي وشكرا لكل من قدم علما والف الف رحمة على من فكر في كتابة تاريخ الشعوب واتمنى لو يقام له نصبا امام اقامة كل حاكم عربي .وانا ارى ان التاريخ سيفا بتارا في غمده تشهره لمواجهة الاعداء لتمزق مااكتسوه من زيف وتتركهم عراة على حقيقتم سواء كانوا اموات ام احياء لتنظر الاجيال ويبقو عبرة لمن يعتبر.
-ايها السادة الافاضل يشهد العالم اجمع ان الشعب الجزائري عاش لاكثر من قرن وبع القرن تحت اكبر قوة استعمارية وقادة اكبر ثورة تحريرية في العالم العربي وضحى بالنفس والنفيس حتى نال حريته من بين ايدي الاستعمار الفرنسي البغيض الماكر وكيف وعلى أي اساس جاء هذا اللئيم والكل يعلم كيف غادر في حصرة وحقد ....وقلنا من جبالنا طلع صوت الاحرار ينادنا الى استقلال بلادنا..نعم انه الاستقلال والاستقلال يا سادة الانفصال عن الغريب الدخيل ليعيش كلن حرا في حياته .لكن ماكادت جدتي التي عاشت ويلات الاستعمار وليس امي ان تحكي لنا قصصها مع الاستعمار وكيف طلع فجر الاستقلالحتى طلع علينا فجرا آخر ففيه اصبحنا نرى العدو يمرح ويزاحما في ساحات الاستقلال التي كانت بالأمس للوغى كم سقط فيها من شهيد وكم قطع فيها من وعيد من اجل ان تحيا الجزائر حرة وكم تحقق فيها من حم كان بعيد.نعم ان الشعوب تقاتل الاستعمار ليتركها تعيش حرة في استغلال ثرواتها واطلاق مواهبها وخدمة ارضها وصيانة عرضها لا لتقاتل من اجل ان تقتل بسلاحها.
-ايها السادة الافاضل وكأن بي الاستعمار قد عاد او لم يرحلو وان الشعب لازال في قتال مستمر وموت بطيء فلا الثروات قد استغلت ولا المواهب قد انطلقت ولا الاغلال قد فكت ولا الاستعمار قد زال هذا ما أراه في بلد المليون ونصف المليون شهيد الأن....فكم هي غالية وعزيزة علينا الجزائر العربية الابية وغالية وعزيزة حتى على غيرنا ياللعجب .نعم حتى على غيرنا واقصد الاهتمام الكبير الذي تلقاه من فنانوا ابادة الشعوب الغرب الاستعماري فرنسا وبريطانيا وامريكا نعم اهتمام لا يضاهيه اهتمام فهل هو رغبة في طلب العلم؟ ام في شيء من الانحطاط؟ ام رغبة في غربة المكان ووحشة الزمان؟ فمن له الجواب يفك حيرتي ايها السادة؟؟؟؟ نعم لقد اجابني احد الكاريكاتوريين برسمه وهو مشكوراوقال لي المرأة الغنية يكثر خطابها.فهل نحن لنا بنت للزواج؟ وهل زيارة جاك سترو كانت لهذا الغرض؟ وماذا عن رمسفيلد؟وماسر زيارة الوفد المخباراتي الرفيع المستوى عقب زيارة رمسفيلد؟ وماذا عن الزيارة المرتقبة لبلير قبل نهاية العام الجاري؟وماذا...؟ وماذا...؟ ايها السادة لقد كثر خطاب هذه الثرية فمن اجدر بها؟ هنا اقف واقول وحسب اعراف اجدادنا يجب ان نسأل عن سيرة ونسب الخطيب والانسب يا فوز بها وهيا يا سادة لننظر الى مرآة الماضي وحتى الحاضر ..التاريخ......
الجزائر في 22/02/2006

اشارة مرور عربية
الى الفاضي لدى مهزلة الاحتلال عبد الرحمن عبد الرؤوف


بقلم. خليفة فهيم الجزائري


أنت امرء فـينا ……خلقت لغيرنا
حياتك لا نـفع……وموتك فاجـع

بحثت عن قول أو وصف يكون أقل من هذا القول لوصفك وذلك ليس رأفة بك بل بخلقك لأنك فينا . فلم أجد غير هذه الأبياة المدونة أعلاه . وبحثت لك عن اسم مهني يليق بك حسب ما يمليه عليا حسي الوطني والقومي فلم أجد غير اسم (الفاضي) بدل القاضي ولم يتم ذلك فقط كما قد تتصوره أنت بحذف نقطة من القاف فأصبحت فاضي صدفة بل لأنك فعلا مفرغ من كل ما كرم الله العلي القدير البشر من روح وأخلاق وقيم ......الخ.
هل تعلم أنك خلقت من صلصال كالفخار وبقيت كذلك بدون روح وابليس لازال يدخل من دبرك ويخرج من فاك أيها ألفاضي؟
هل تعلم أنني بحثت لك عن صنف أصنفك فيه فلم أجد لك سوى صنف عرائس القراقوزا لكن بجمع النقاط؟
وهل تعلم بأني سعيد بوجودك في حلبة تريد أن تصارع فيها ألأسد صدام حسين المجيد رئيس جمهورية العراق الذي سيفوز عليك أنت وصنفك بالضربة القاضية لأنك فاضي نعم فوجودك يسعدني لأنك خصما هزيل لكن لا يعطيني طعم الاثارة والشوق فالمنازلة محسومة مسبقا فهل عندكم المزيد؟؟ في العلب المستوردة على ظهر الدبابات؟؟ أعلم أيها الفاضي أن التاريخ سيجهلكم فهل أنت أكثرا حنكة من القاضي رزكار الذي سيذكره التاريخ أمانة فمن سيذكرك أنت أيها ألفاضي؟؟؟ الكل يذكر عمر المختار وليس شانقه والكل يحفظ مقولة البطل الشهيرة ( ستكون حياتي أطول من حياتي شانقي)
فتذكر أيها الفاضي.
وعليه فأنا لا أريد أن أخصك بكثير من وقتي وأضيع حبر قلمي ليس بخلا بل لأنك فاضي فأنت لا تساويه والقائد صدام حسين يعرف القلم على أنه مع البندقية فوهة واحدة وأنا لم أتدرب على اشهار سلاحي في وجه أشياء جامدة مثلك يافاضي فأنت لا تنفع أو تضر بشيئ حتى ولو كنت كذلك فقد لا يكلفني ذلك سوى شمعة والسهر قليلا من الليل فأنا عندي عليك ما أقول لكنني أحترم قلمي والقراء الكرام في هذا الوطن الغالي .
نصيحتي اليك أيها ألفاضي أن تحترم اشارة المرور مثل القاضي رزكار فلم نقرأ في التاريخ أن العرب تحملوا مهانة أو ذلا الا في عصرك ومن جيلك لكن الأمة التي أنجبت محمد عليه الصلاة والسلام ليست عقيمة أيها ألفاضي
الجزائر 18/03/2006

الى الزنجية كندوليزا رايس
مستشارة الأمن الوهمي
خليفة فهيم الجزائري


لست إنسانا حاقدا أو مخربا لأن ذلك ليس من سماتنا بقدر ما أنا إنسان إنسانيا أقف وأجتهد لترميم بيت أمتي وحامل لمشروعها الحضاري الذي وقع عرضة للتهشيم من طرف الحاقدين المارقين الأعداء الذين أرى في وجودهم ضرورة في حياتنا للنهوض نعم وجودهم ضروري ضرورة وجود قريش في عهد الرسول العربي الكريم عليه الصلاة والسلام فاطمئنوا وهيهات هيهات. نعم فأنا لست حاقدا ولا حزينا أو مخربا والتاريخ يشهد على ذلك فقد أمر امرأ كان قائدا من أسلافنا جيشه ذات يوما وهو مقدم على حرب مفروضة أمر وقال (لا تقلعوا شجرة وتلمسوا طفلا أو امرأة أو شيخا بسوء إلا من يحمل السلاح) نعم حدث ذلك وفي عصر تسمونه انتم بعصر الجهل والظلم والانحطاط فهل حدث ذلك عندكم أيام إبادة الهنود في عقر دارهم وانتم دخلاء أو في فتنام أو في أفغانستان أو العراق اليوم في عصر العلم والمعرفة بل عصر حقوق الإنسان والبيئة والحيوان أيتها الزنجية؟ نعم أنا لست حاقدا لكن غيورا على أمتي ودمها غالي عليا ولا يقدر بثمن وروحها بروحي واحدة فلا تظني إن دمكم دم ودمنا ماء و شعبكم شعب ونحن شعوب فلا تتوهمي وعلمي العكس أنت ومن يظن ذلك.فهل لي ان اعرف فقط ما العلاقة بين الزنوج والهنود الحمر داخل قوميتكم الوهمية؟ لمعرفة ذلك أيتها الزنجية جندي مالكم من خبراء في علم الجينات الوراثية عندكم أتحداهم إن وجدوا ذرة تربط بينكم لكن قد يصلوا إلى روابط مع سلالة القردة.بينما لا نحتاج نحن سوى للاطلاع على موضوع من مواضيع فكر البعث واختار لكي موضوع القومية قدر محبب ففيه تجدي المعنى الصحيح للقومية وتتأكدي أنكي مستشارة لأمن لا تنعمين به وسط شعب وهمي أيتها الزنجية.
شعب جزائر الشجعان
يكشف صهيونية أمريكا وصفوية إيران
خليفة فهيم الجزائري

تتناقل وسائل الإعلام الجزائرية با مدتها الكاملة هذه الأيام أخبار عديدة لا متناهية جد دسمة ومغرية عن العلاقات الجزائرية الأمريكية وكذا تبادل الزيارات التي شاهدناها لقادة البلدين وما قد يترتب من خيرات على هذا البلد من وراء هذه العلاقات بعد إبداء رغبة أمريكية ملحة لفتح شركات أخرى للاستثمار في مجالات صناعية بعد النفطية التي تسيطر عليها منذ زمن وكذا عرض خبراتها العسكرية والمساهمة في مكافحة الإرهاب .كما تناقلت من جهة وفي نفس الوقت أخبار أخرى حول العلاقات الجزائرية الإيرانية والتصريحات التي أطلقتها هذه الأخيرة على لسان سفيرها بالجزائر قبل أيام عن استعداد بلاده دعم الجزائر من اجل الحصول على التكنولوجية النووية وكذا تطوير الصناعة والزراعة واستثمارات أخرى .يحدث هذا في الوقت الذي وصل فيه الخلاف الأمريكي الإيراني أوجه حول مواصلة إيران تطوير برنامجها النووي .فقد يظهر هذا الخبر لدى بعض من الشعب الجزائري وهم القلة القليلة على انه تحدي صريح من إيران المسلمة لأمريكا المجرمة على ارض الجزائر المستسلمة لكن غالبية الشعب الجزائري الأخر وبنسبة مئوية فاقت التسعين بالمائة تعرف وتدرك وتؤمن بان هذين النظامين الضالين يلتقيان روحيا وفي المكر والخداع ولهم نفس الأهداف الجوهرية التي كانوا ولا زالوا يطمحون في توصيلها والوصول إليها مستقبلا ولا يمكن أن يصل بهم الخلاف إلى العداوة التي تبدو عليهم في الظاهر فكما قال سقراط"..لو كان الخلاف يؤدي إلى العداوة لكنت عدوا لزوجتي .." والشعب الجزائري يعلم أيضا أن صديق الصديق هو صديق وعدو العدو هو صديق وعدو الصديق هو عدو. وعليه يرى شعب الجزائر الأبي أن خلاف هذين النظامين لا يتعدى ذلك الخلاف الأسري الذي قد ينشب بين الصبية الشقيقين حول حبة من الحلوة أو لعبة ومادام الأمر كذلك والأمور واضحة للجميع نقول وكما يقول المثل السائد عندنا " من أراد اللعب عليه أن يلعب أمام داره" نقولها لأمريكا الصهيونية وإيران الصفوية ووسائل الإعلام المسيرة التي نراها تلعب لعبة السهو والتفريط وإلا كيف نفسر تسابقها وهلهلتها واغلب الظن هي من تجعل من الخيال حقيقة حيث أنها تتقن التسويق بعد أن خرجت علينا أيضا بخبر مفاده أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال طلبت النجدة من الزعيم المزعوم لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الرقم الصعب أبو مصعب ألزرقاوي لدعم الجماعة وفك الحصار والخناق الذي تعيشه فقد راج هذا الخبر هو الأخر بين أفراد الشعب الجزائري عامة حيث هضمته فئة قليلة بينما شخصته الأغلبية وحكمت على أن الأمر مجرد خدعة وجس للنبض ليس إلا .لان الخبر جاء ايام قليلة إن لم نقل بساعات بعد توقيع وزير الدفاع الأمريكي رونالد رامسفيلد على وثيقة تسمح بإرسال عشرون فرقة عسكرية صغيرة إلى بعض من مناطق في العالم التي توصف على أنها قواعد للإرهاب ومنها شمال إفريقيا حيث تقع الجزائر والقصد من الخبر واضح والمراد منه تهيئة النفسية الجزائرية على عدم استنكار أي تدخل عسكري أمريكي على ارض الثوار العربية لمطاردة الإرهاب لان الشعب الجزائري في نظرهم يأمل في ركوب قطار الديمقراطية المزعومة ودخول نفق العولمة المظلم و عليه فهو شعب متفتح وكريم وسيلقاهم بالورود والتمر والحليب وليس بخيل مثل أشقائه في ارض الرافدين الذين لم يحسنوا الضيافة لأصحاب الديمقراطية وقد لا يتقن الشعب الجزائري ولا يعرف الضغط على الزناد ووضع رأس الشعيرة علة فتحة السدادة التي تساوي الهدف.
وتستمر الآلة الإعلامية في نقل نباح الكلاب وعواء الذئاب وفي نفس الزمن حيث نقلت أخبار أخرى وما أكثرها عن اهتمام إيران الصفوية بمشروع بناء الجامع الأعظم في الجزائر حيث نقلت نية إيران في المساهمة في بناء المسجد الذي ينتظر الشعب الجزائري رؤية مناراته التي تصل إلى 300متر مما فسرته الغالبية على أن إيران الصفوية حريصة على شراء ود الشعب الجزائري وبطرق وأساليب الذئب الماكر التي لا يفهمها إلا الراعي الماهر وقد تلقت صفعة تحذيرية عاجلة عندما أقامت معرضا صفويا بقصر المعارض والذي لم يقبل عليه احد من الشعب الجزائري ووجد العارضون أنفسهم وجها لوجه فشعب الجزائر الأبي جد واعي وله موروث حضاري عربي وإسلامي متجدر في أعماقه وتاريخ بطولي ثوري طويل وهو غني بالإرادة الحرة ولا يزال يحتفظ بذلك السلاح البسيط الذي أذل به المستعمر الفرنسي البغيض ولازال يستعمله الآن في مطاردة الكلاب الضالة المسعورة والذئاب الماكرة بدون تردد حتى لو كانت قادمة من واشنطن الصهيونية أو ايران الصفوية يومها تفرق صحافتنا بين السهو والتفريط .

لا ولن تتأمرك الجزائر

بقلم : خليفة فهيم الجزائري

شعب الجزائر مسلم..... ... والى العروبة ينتسب

نعم ومن قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب .......فرحم الله الإمام عبد الحميد بن باديس الرمز الخالد صاحب هذه الأبيات والقصيدة التي حطمت حلم المستعمر الفرنسي وكل طامع وحاقد فهو لم يأتي بها من العدم او حسب أهوائه أو فكرة عابرة بل من حقيقة صادقة في شعب عربي أبي مسلم أصيل فقد كانت صفعة موجعة لأنها جاءت لتكذب واقع أرادوه لطمس هويته فأوقفت كل المشاريع التي كانت في الأفق الرامية إلى ذلك وبعثت إرادة كامنة فيه حالت دون هدف أعداء العروبة والإسلام .
ورحم الله كل من كتب حرفا يرفض به المستعمر ويكشف نواياه أو رفع سلاحا ولو كان عصا في وجهه ليقطع دابره أو يخرجه ذليلا ويرمي به في اصطبله من حيث أتى.
ورحم الله شهداء الثورة الجزائرية الذين لقنوا أكبر وأبغض مستعمر عرفه التاريخ وأقوى زمانه لقنوه درسا تطبيقية ميدانية في التضحية و البطولة وذلك بالإرادة الحرة والإيمان الفياض بالقضية وكشفوه على حقيقته وفتحوا الباب أمام الشعوب المستعمرة لتسلك دربهم.
ورحم الله كل شهيد في مشارق الأرض ومغاربها حمل السلاح من أجل التحرير والتحرر
وتحية بطولية إلى كل الثوار من اجل القضايا العادة ؤلائك الذين استلموا راية الجهاد وهم الآن في قلب المعركة في ارض كنعان وبلاد الرافدين فهم سلالة الأسلاف الذين كتب لهم أن يصنعوا آخر لمسات الحواسم لتحرير من ولدتهم أمهاتهم أحرارا من العبودية وان الأرض والتاريخ والله معهم فهنيئا لهم.
ونحمد الله على أننا من أمة الرسالات ونحمده على روح الجهاد التي بعثها فينا دون غيرنا ونحمده على أننا نحفظ القرآن في صدورنا وكتبنا ونكتب تاريخنا بأيدينا وبدمائنا على مدى دوران عجلة الزمان.
الحمد لله ونصيحتي إلى جميع أبناء أمتي وخاصة من يحكمون الأوطان على حد التعبير أن يقتدوا وقدوتنا في تاريخنا الحافل بالبطولات والمواقف الشجاعة .
فما عليهم إلا أن يربطوا حزام الأمان فالطريق واضح كسكة الحديد وبر الأمان جلي وليس بالبعيد وعليه.
فهل لي أن اعرف موقعكم وموقفكم يا رعاة الجزائر؟ موقعكم في التاريخ وموقفكم من الحركة الغير عادية التي تقوم بها الكلاب الضالة المسعورة وذئاب الغرب الماكرة في ارض الجزائر الطاهرة ؟ واقصد صناع المكائد وفنانو إبادة الشعوب في إدارة الشر الأمريكية فما سر زيارة لقطاء قمامة العالم من رامسفيلد ووفود المخابرات وديك شيني والزنجية كوندوليزا رايس التي ستفوح رائحتها النتنة ارض الجزائر الطاهرة . والأخطر والأغرب هو ذلك اللقاء الذي جمع بين سفير إدارة الشر ووزير الشؤون الدينية منذ أيام. وكذا التصريحات الغريبة لوزير التربية والتعليم.
ألم نتحرر يوما يا سادة؟ألم تحفظوا أو ترددوا يوما على الأقل قصيدة الإمام عبد الحميد بن باديس؟
شعب الجزائر مسلم ..والى العروبة ينتسب
من قال حاد عن اصله...أو قال مات فقد كذب

ألم تحفظوا أو ترددوا يوما نشيد
جزائرنا يا بلاد الجدد..... نهضنا نحطم عنك القيود
لذي بين نية الشعب في طرد المحتل
أو نشيد
من جبالنا طلع صوت الأحرار ينادينا إلى استقلال بلادنا
الذي بشر الشعب باستقلال الجزائر وطرد المستعمر
أو نشيد
قسما بالنازلات الماحقات ..والدماء الزاكيات الطاهرات

هل نسيتم أم تناسيتم أم لنية في نفس يعقوب؟هل تعلمون يا سادة بأن من تفتحون لهم ذراعيكم وأبواب الجزائر وتقتربون إليهم العالم اجمع ينبذه ويكن لهم كل الكراهية لمكرهم وخداعهم ولؤمهم ووصل العداء الى أوجه. فلماذا تريدون المغامرة والخوض في تجارب أثبت التاريخ نتائجها السلبية.
لماذا ولماذا تأتى تصريحاتكم في المحافل والخرجات والتظاهرات منافية لمواقفكم الرسمية أم أنها حقن تخديرية مسكنة لا اكثر لآلام الشعب الذي اصبح يخاف المستقبل المجهول فهل هو شعب أم مجرد فئران موضوعة في مخبر التجارب في نظركم؟ أهكذا تورد الإبل يا رعاة الجزائر؟ أهكذا تصان الأمانة؟ أهكذا الوفاء بالعهد؟ الأكيد لا ألف لا.
أنا لا يرقني موقفكم ولا تقلقني حركة الكلاب الضالة المسعورة والذئاب الماكرة لأني متأكد بأن شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب فأبي الذي وافته المنية مطلع السنة الجارية 2006 والذي عاش قرن وستة عشر سنة(116) نطق أمامي الشهادتين وبلسان عربي فصيح فكيف تفسرون ذلك؟ للعلم أبى من مواليد 1890 توفي في 2006 والاستعمار دخل الجزائر سنة 1830 طرد سنة 1962 عاش في الجزائر 132سنة . نعم فكيف تفسرون ذلك؟ أنا لا أجيب لأني أخاف مقولة (ليس الفتى من يقول قد كان أبى بل الفتى من يقول هاأنا ذا.) أترك الإجابة لمن أراد أن يجيب من الشرفاء والأحرار العرب ويكون الجواب بمثابة رسالة إلى الكلاب الضالة المسعورة والذئاب الماكرة والى رعاة الجزائر النيام فهل من مجيب يا أصحاب الأرض والتاريخ المشترك؟ فرحم الله أبى وها أنا ذا أقولها لا ولن تتأمرك الجزائر العربية .
الجزائر في 19/04/2006

حقيقة القادسية الثانية وأم المعارك الخالدة وموقف صدام حسين المجيد 2/2

خليفة فهيم الجزائري


ملاحظة الكاتب

لقد اعتمدنا في كتاباتنا هذه حول حقيقة الملحمتين القادسية الثانية وأم المعارك الخالدة وموقف القائد صدام حسين المجيد على مصادر ووثائق جد رسمية هي بحوزة عدة جهات وهيئات رسمية وتبعا لما دونه مؤرخون مستقلون بكل شفافية من زاوية محايدة حسب ما أملاه عليهم ضميرهم الحي وإنسانيتهم الحرة بعيدا عن الأهواء المتحيزة أو الحاقدة قصد التضليل وبدون أي مضاربة أو تناقض. ولان الضمير والقلم لم ينجرا لأي جهة معينة فقد جمعت ودونت حقائق عديدة في غاية من الشفافية يستنتج منها القارئ الكريم على أن هناك عداء لا متناهي ضد الأمة العربية ممتد عبر العصور يرمي إلى ضرب وغلق نافذة أشاع منها الله النور للإنسانية ومدت منها شرايين الحياة التي أراد الله لنا أن نحياها. ولإرادة ألاهية وفر الله لهذه الأمة وسائل مادية ومعنوية وكذا بشرية ممثلة في عناصر خيرة هي نتاج صالح من رحم هذه الأمة عاهدت الله عبر العصور على إسماع كلمته ورفع رايته والوقوف الند العالي والتصدي الدائم لمن يريد أن يجعل أمة الرسالات تعيش في ظلام.
لقوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" صدق الله العظيم

لكي نفهم أم المعارك فهما صحيحا عميقا علينا أن نفهم قبل ذلك طبيعة هذه المعركة وأسبابها الحقيقية.
ففي الظاهر تبدو المعركة وكأنها معركة بين أمريكا والعراق بسبب دخول العراق إلى الكويت والواقع أن المعركة اكبر من ذلك وأوسع بكثير وما دخول العراق إلى الكويت سوى ذريعة وحجة.
فهذه المعركة ليست معركة العراق فقط. بل هي معركة الأمة العربية ومعركة الإنسانية أيضا. ودور العراق فيها انه يخوضها نيابة عنها كما حكمت ظروف المرحلة التاريخية.
أما الطرف الأخر في المعركة فهو الغرب الاستعماري كله ومعه الصهيونية والكيان الصهيوني وعملاؤهما بقيادة أمريكا.
ثم أن المعركة ليست بسبب دخول العراق إلى الكويت فهذه ليست سوى حجة كما قلنا بل بسبب ما يمثله العراق في نهضة الأمة العربية ونضالها ونضال الإنسانية من أجل عالم أفضل في هذه المرحلة التاريخية.
ولكي نفهم ذلك فهما عميقا علينا أن نفهم ونستوعب الحقائق الجوهرية الثلاث الآتية.

الحقيقة الأولى : إن الغرب الاستعماري وشريكته الصهيونية العالمية لا يريدان الأمة العربية أن تتوحد وتنهض وتبني دولة موحدة حديثة تمتد من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي ويعدان نهوض أي قطر عربي نهوضا ذا محتوى قومي تقدمي مقدمة لنهضة الأمة كلها ومتى ما حقق قطر عربي من هذه الأقطار مثل هذه النهضة تآمر عليه وعملا على تدمير نهضته مهما كلفهما ذلك من ثمن.
ذلك أن الغرب الاستعماري يعد النهضة العربية خطرا عليه وعلى أطماعه ومصالحه في الوطن العربي والعالم فنهوض الأمة العربية وقيام دولتها الموحدة يعني ظهور قوة عظمى جديدة تحتل موقعا استراتيجيا مهما وتمتلك قوة بشرية كبيرة وثروة مادية هائلة وتحمل رسالة تاريخية إنسانية وهذا لا يتقاطع مع رغبة الغرب الاستعماري في الاستحواذ على ثروات الأقطار العربية واستقراها التجارية فقط بل يتقاطع أيضا مع رغبته في النهضة على العالم واستغلاله.
أما الصهيونية فتعد قيام دولة عربية من هذا النوع نهاية كل الأحلام التي سطرتها في بروتوكولات حكماء صهيون ونهاية الكيان الصهيوني قبلها. إذا فهدف الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية هو الحيلولة دون قيام نهضة عربة قومية وإذا قامت بذرة هذه النهضة في قطر عربي فيجب تدميرها قبل أن تنمو وتزدهر وتثمر ويستفحل خطرها وقد كان العراق بانجازاته الكبيرة وانتصاراته وإمكاناته البشرية والمادية. وبما آل إليه في ظل ثورة تموز العظيمة بقيادة القائد صدام حسين المجيد كان هو هذه البذرة ولذلك تكالبوا عليه وأرادوا تدميره هذه هي الحقيقة الأولى

الحقيقة الثانية : فهي أن أمريكا كانت تخطط منذ زمن طويل لاحتلال منابع النفط في منطقة الخليج العربي ذلك لأن هذه المنطقة تختزن تحت أرضها نحو 70من المائة من احتياطي النفط في العالم واحتلالها والسيطرة عليها يعني التحكم بإنتاج هذه المادة وبأسعارها ونقلها وتسويقها ويعني أيضا وضع الدول الصناعية كلها بل العالم كله تحت رحمة المحتل.غير أن أمريكا لم تكن قادرة بوجود الاتحاد السوفيتي على القيام بمثل هذه الخطوة فلما انهار الاتحاد السوفيتي أواخر الثمانينات وانهمكت روسيا بمشاركتها الداخلية وانكشف لأمريكا ضعفها وهشاشتها أخذت تتحين الفرص لاحتلال منطقة الخليج العربي.

الحقيقة الثالثة
: فهي أن العراق يمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم والنفط العراقي نفط حر منذ أن قامت ثورة17/30 من تموز العظيمة بتأميمه. ووجود هذا النفط الحر بهذه الكمية الكبيرة يشكل ثغرة كبيرة في خطة أمريكا للهيمنة على نفط الخليج العربي إذ سيدفع الكثير من الدول الصناعية إلى التعامل مع العراق والتخلص من الضغوط والتهديدات الأمريكية وكان هذا دافعا آخر ولكنه دافع قوي لطمع أمريكا في العراق والتآمر على ثورته وقيادتها التاريخية.
وزيادة على ذلك إن منطقة الخليج العربي منطقة رخوة والعراق أصبح بعد انتصاره على إيران عام 1988 أكبر قوة عسكرية في المنطقة وصارت الجماهير العربية تعلق الأمل عليه وعلى قوته ولذلك لم تعد أمريكا تتحمل وجوده وصار تدمير والقضاء على ثورته والتخلص من قيادته التاريخية هدفاً من أهدافها وجزءاً من خطتها المرسومة لاحتلال المنطقة.
إذا فهمنا هذه الحقائق الثلاث المترابطة فهماً جيداً، فهمنا لماذا وقع العدوان على العراق ولماذا فرض الحصار الشامل عليه ولماذا الإصرار على تصفية ثروته ولماذا استهداف قيادتها التاريخية.
ولماذا اجتمعت على العراق أكثر من ثلاثين دولة وحشدت قوات أكثر من ثمانية وعشرين جيشاً لضربه وتدمير نهضته العلمية والحضارية، ولماذا حوصر حصاراً شاملاً لم يشهد له التاريخ مثيلاً على الإطلاق.
إن السذج والبسطاء يتصورون أن هذا كله حصل بسبب دخول العراق الكويت، والواقع أن الكويت ليست سوى ذريعة وحجة فالتفكير بضرب العراق وتدمير نهضته بدأ قبل ذلك بمدة طويلة، بدأ منذ أن بدأت نهضة العراق العلمية والحضارية وبناء قوته العسكرية، ولهذا اغتيل بعض العلماء العراقيين والعلماء العرب العاملين في العراق في أواخر السبعينات، ولهذا أيضا دمر المفعول الذري السلمي الذي اشتراه العراق من فرنسا قبل شحنه إلى العراق في الحقبة الزمنية نفسها.
بل أن العدوان الإيراني على العراق في 4 /9 /1980 كان الهدف منه إشغاله واستنزاف طاقاته وإيقاف عجلة تقدمه العلمي والحضاري وتدمير ما شهدته ثورته 17ـ30 من تموز العظيمة والذي وصفوا العدوان الإيراني بأنه حرب بالنيابة عن الاستعمار والصهيونية لم يخطئوا الوصف، ولهذا اتفق نظام خميني الحاكم في إيران مع الكيان الصهيوني على تدمير مفاعل تموز النووي السلمي عام 1981. ولهذا أيضاً عملت أمريكا وعمل الكيان الصهيوني على إطالة أمد العدوان ومد نظام خميني بالأسلحة والاعتدة لكي يستطيع مواصلة العدوان على العراق وقد أصبح من الحقائق المعروفة أن المخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية قد زودت إيران بمعلومات استخبارية عن العراق، ومنها المعلومات التي سهلت لإيران احتلال الفاو عام 1986.
غير أن كل ذلك لم يحقق أهداف الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية بل بالعكس، فقد انتصر العراق على إيران نصراً عظيماً شاملاً وساحقاً في 8/8/1988 وأعطى بهذا النصر دليلاً على ما يستطيع العرب أن يفعلوه إذا ما توفرت لهم قيادة مخلصة وأمينة ونظيفة وحازمة وعندئذ قررت أمريكا أن تنزل بنفسها إلى العدوان وتدخل مع العراق في معركة حاسمة فاصلة تحقق لها جميع أهدافها الاستعمارية والصهيونية فراحت تعد الخطط وتهيئ الظروف والأجواء لضرب العراق واستخدمت العملاء الحاكمين في الكويت أداة لتحقيق هذا الهدف ورسمت لهم سبل التآمر على العراق.
أجل لقد جعل حكام الكويت من أنفسهم أداة لتحقيق هذا الهدف الاستعماري الصهيوني، وتنفيذاً لذلك قام هؤلاء العملاء بما يأتي:
1 ـ إطلاق ادعاءات بشأن تابعية جزء من أراضي العراق للكويت، وهي الأراضي التي اغتصبت في ما بعد قرار من مجلس الأمن. مع أن الكويت كلها جزء من العراق، وكانت مجرد قضاء تابع لولاية البصرة
2 ـ رفض أية مبادرة تقدم بها العراق لحل قضايا الحدود بين الجانبين واللجوء إلى التسويف والمماطلة حتى وقع العدوان، ومنها قضية جزيرتي وربة وبوبيان.
3 ـ استغلال انشغال العراق بالحرب مع إيران لسرقة نفط حقل الرميلة الجنوبي.
4 ـ الخروج على الحصة المقررة للكويت من إنتاج النفط، وإغراق السوق بكميات كبيرة منه، بغية تخفيض أسعاره للإضرار بالعراق الذي كان قد خرج تواً من الحرب مع إيران، وكانت به حاجة ماسة لتحسين ظروفه المالية وأوضاعه الاقتصادية.
إن هذه القضايا قد تبدو لقصير النظر وقليل الوعي قضايا ثانوية جزئية ويمكن أن تحل بالمفاوضات والواقع أن هذه القضايا ليست ثانوية ولا جزئية فالعراق دولة في نهوض وتقدم مستمر ونهوضه وتقدمه يحتاجان إلى منفذ بحري واسع يستوعب نشاطه الاقتصادي وعلاقاته التجارية الواسعة مع العالم ولذلك فان أي بقعة أرض تطل على الخليج العربي هي ضرورية له ضرورة ماسة. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى العراق في بحاجة إلى الأرض لأغراض أمنية دفاعية تعطي قواته البحرية مرونة في الحركة وتوفر لها قواعد ومصدات ولذلك لا يمكن التضحية بأي شبر من الأرض هنالك. فكيف والأراضي والجزر التي نتحدث عنها هي عراقية أصلا منذ أقدم العصور.
هذا فيما يتعلق بالأرض أما فيما يتعلق بالنفط فلماذا ينبغي أن يغض العراق النظر عن سرقة نفط واحد من أكبر وأهم حقوله النفطية ؟ لو كانت الكويت فقيرة لا تملك نفطا وليست لها موارد تفيض على حاجاتها لهان الأمر ولكن أن تكون بهذا الغنى وأن يكون لديها احتياطي نفطي كبير فالسرقة هنا سرقة وهي غير مقبولة بأية حال.
إن العراق كان قد خرج توا من الحرب مع إيران. وان تكاليف الحرب باهظة ترتبت عليه بسببها ديون ثقيلة وكان في حينه بحاجة إلى إعادة تنظيم اقتصاده وترتيب أوضاعه المالية فلماذا لجأ حكام الكويت إلى إغراق السوق بالنفط بحيث أدى إلى خفض أسعاره من 21 دولارا للبرميل الواحد إلى 11 دولار للبرميل فقط وهذا أدى إلى إلحاق خسائر فادحة بالعراق تقدر بمليار دولار في مقابل كل دولار انخفض من سعر النفط وفي وقت هو أحوج مايكون فيه إلى أموال.
وعلى الرغم من هذا الأسلوب الخبيث المتعمد على الرغم من هذا التآمر المكشوف على العراق. حاول العراق أن يحل هذه القضايا مع حكام الكويت عن طريق الاتصالات والحوارات ولكن هؤلاء ظلوا يماطلون ويتهربون ويتجاهلون بل هم صاروا يقابلون وفود العراق بجفوة وغلظة وعدم لياقة متناسين كل ما قدمه العراق من تضحيات لحمايته وحماية دول الخليج العربي كلها من الخطر الإيراني الذي كان يهددهم وينذر بابتلاعهم.
وحين لم تنفع الاتصالات والحوارات أخذ العراق ينبه هؤلاء إلى ما تعنيه تصرفاتهم والى خطورة مايقومون به والأضرار التي يلحقونها بالعراق ويحذرهم من نتائجها ولكنهم كانوا يسدون أذانهم عن سماع أي تنبيه أو تحذير حتى طفح الكيل بالعراق.
من ذلك مثلا أن القائد صدام حسين المجيد شرح الموقف بوضوح أمام الرؤساء والملوك العرب وبحضور حاكم الكويت في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في بغداد في أواخر مايو سنة 1990 وقال بعبارة واضحة وصريحة ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق) لتبيان خطورة الموقف والمدى الذي وصل إليه وردود الفعل العراقية المحتملة ولكن حكام الكويت تجاهلوا الأمر وكأنه لا يعنيهم.
لكن نتيجة للضغوط التي مارسها العراق عقد في جدة السعودية اجتماع في 10_11 تموز من ذلك العام حضره وزراء النفط في كل من العراق والإمارات وقطر والسعودية والكويت ونوقشت في الاجتماع أوضاع سوق النفط وتدهور أسعاره وأسباب هذا التدهور والأضرار الفادحة التي نتجت عنه وقد اتفق في هذا الاجتماع على التزام بسقف الإنتاج فورا وتصحيح مسار الأسعار إلى مايزيد على 18 دولار غير أن الكويت والإمارات لم تلتزما بذلك.
ومع ذلك عاد العراق إلى الصبر والتحذير فوجه إلى الجامعة العربة رسالة بهذا الشأن في 15 من تموز 1990 ثم عاد فحذر في الخطاب الذي ألقاه القائد صدام حسين المجيد لمناسبة 17/30من تموز.
وفي ضوء ذلك عقد اجتماع آخر في السعودية حضره عن العراق عزت إبراهيم الدوري نائب رئيس قيادة مجلس الثورة وعن الكويت سعد العبد الله ولي عهد حاكم الكويت ولكن الاجتماع لم يسفر عن شيء وكان حضورهم الاجتماع ذرا للرماد في العيون. عندئذ طفح الكيل وكان لابد من اتخاذ خطوة حاسمة.
يقول القائد صدام حسين المجيد عما وصل إليه الحال يومئذ (لم يكن أمامنا غير خيارين فإما أن يقع العراق محطما على الأرض ليلعب الأمريكان كما يريدون أو أن نضرب حلقة التآمر المكلفة بهذا الواجب) فكان الخيار الذي لا بد منه هو ضرب هذه الحلقة الخبيثة.
وعلى الرغم من كل ما حدث فان العراق سعى إلى تجنب الاصطدام المسلح مع أمريكا ولكن ليس بالشروط الأمريكية والصهيونية المهينة بل من موقف عادل ومشرف يتناسب مع حقوق العراق والأمة العربية ومع كرامته الوطنية والقومية.
فعلى اثر صدور قرار مجلس الأمن 660 في مساء الخميس 2/8/1990 الذي يدعو في الفقرة (3) منه كلا من (العراق والكويت إلى البدء في مفاوضات مكثفة لحل خلافاتهما ويؤيد جميع الجهود المبذولة في هذا الصدد وبوجه خاص جهود الجامعة العربية).
في يوم السبت 4/8/ 1990 أعلن العراق استعداده للانسحاب من الكويت وبدأ فعلا في سحب قواته يوم الأحد 5/8/1990. وأعلن أن الوجبة أخرى ستسحب يوم الثلاثاء 7/8/1990 وتهيأت فعلا للانسحاب وكان هذا القرار بالانسحاب قد اتخذ على أساس أن قمة عربية ستعقد في (جدة) يحضرها العراق والسعودية ومصر والأردن واليمن والكويت لحل الأزمة إلا أن الولايات المتحدة رفضت عقد هذه القمة وأمرت مبارك وفهد التخلي عنها وقررت إرسال قواتها إلى السعودية وأصدرت قرار مجلس الأمن 661 في 6/8/1990 بفرض الحصار عي العراق.
ولما فشل الحل الأول أعلن العراق في 12/8/1990 مبادرة للاستعداد للانسحاب على أن ينسحب الكيان الصهيوني من الأراضي العربية المحتلة وتنسحب سورية من لبنان فرفضت هذه المبادرة العراقية.
وفي لقاءات القائد صدام حسين المجيد مع الشخصيات العالمية مثل كورت فالدهايم رئيس النمسا الذي التقى به في 26/8/1990. وجيسي جاكسون مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي للرئاسة في 28/8/1990 أبدى استعداد العراق لإجراء تسوية للازمة بالمفاوضات.
في أيلول 1990أعلن الرئيس فرنسوا متران في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة فرنسية قال فيها (أن كل شيء ممكن للاستجابة لشاوي العراق على أن يعلن العراق أولا رغبته في الانسحاب) وعندما استطلع العراق من فرنسا عن الضمانات التي تقدم له لحل النزاع.. لم يجب الفرنسيون على ذلك.
في 21/10/1990 صرح أدورت هيث رئيس وزراء بريطانيا الأسبق أن الرئيس صدام حسين المجيد على استعداده لتحقيق تسوية سليمة.
في 2/11/1990ادلى بتصريح مماثل السيد ناكسوني رئيس وزراء اليابان الأسبق وقال ا، الرئيس صدام حسين المجيد أبدى التزاما جديدا وصادقا للوصول إلى حل سلمي.
في 5/11/1990 أكد الموقف نفسه المستشار الألماني الأسبق فيلي برا ندت حيث التقى الرئيس صدام حسين المجيد مرتين.
في 11و 12/11/1990 أكد وزير خارجية الصين استعداد الرئيس صدام حسين المجيد لممارسة جهود كبيرة لتحقيق حل سلمي.. وان الصين تؤيد عقد قمة عربية للوصول إلى هذا الحل.
في 20/11/1990 دعا ملك المغرب إلى عقد قمة عربية ولم توافق واشنطن على دعوته لأنها كانت تعد لقرار 678 في 29/11/1990 الذي خول الولايات المتحدة استخدام القوة ضد العراق.
في 1/12/1990قام الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بمحاولة جديدة فطلب زيارة الرياض وواشنطن وقد رفضت السعودية وأمريكا استقباله.
في 5/1/1991 زار بغداد ميشيل فوزيل مبعوثا من الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران..وأعلن بعد لقائد مع الرئيس صدام حسين المجيد أن اتفاقا قد تم التوصل إليه مع العراق للانسحاب من الكويت إذا أعطيت له ضمانات بعدم شن عدوان عسكري عليه وفي ضوء ذلك أرسلت الحكومة الفرنسية (أغار بيزاني) إلى جنيف يوم 9/1/1991 للقاء مع السيد طارق عزيز وقد له خطة للتفاوض وقد وافق الرئيس صدام حسين المجيد على الخطة وطلب حضور رولان دوما وزير خارجية فرنسا أو المبعوث الرئاسي بيزاني إلى بغداد للتوقيع على الخطة..إلا أن ميتران رفض أن يرسل أحدا وكان عذره أنه يريد أن يلتقي أولا ب(ديكويلار) بعد عودته من بغداد الذي ذهب إلى العراق في 13/1/1991 بناء على طلب من مجرم الحرب جورج بوش الأب ليزورها لعدة ساعات ويقابل الرئيس صدام حسين المجيد ثم يذهب إلى أوربا لكي يعلن هناك أن العراق يرفض الانسحاب..في حين أن العراق دعا دي كويلار إلى أن توفر الأمم المتحدة الضمانات لانسحاب القوات العراقية في ظروف وشروط خالية من أي تهديد من القوات الامريكية وحلفائها فلم يبد دي كويلار أي استعداد للتحرك في هذا الاتجاه بل كان متآمرا مع الإدارة الأمريكية في التعتيم على الموقف العراقي (حيث ظهر أن بوش كان قد وقع في 10/1/1991أمر الهجوم على بغداد) بينما زيارة دي كويلار إلى بغداد كانت في 13/1/1991.
وهكذا أفشلت أمريكا عن سابق تعمد وتصميم كل محاولة بذلت من أجل التوصل إلى حل سلمي عادل ومشرف وأصرت على تنفيذ خططها لضرب العراق.
تساندها بعض الأنظمة العربية العميلة حيث أدت هذه الأنظمة العربية دورا خيانيا مكشوفا في هذا الصراع كما لو أنها وجدت في ضرب العراق فرصتها للتخلص من الأنموذج الثوري القومي المتحرر المزدهر الذي بنته ثورة البعث في هذا القطر المكافح وصار محط أنظار الجماهير العربية تقارن به الأنظمة التي تحكمها وتكشف من خلاله هذه المقارنة سيئاتها وخاصة النظامان الحاكمان في السعودية ومصر.
فقد خضع هذان النظامان لأوامر أمريكا خضوعا مطلقا واخذ منذ الأيام الأولى ينسقان معها وينفذان أوامرها بلا نقاش واديا معا الدور الأساسي للحيلولة دون انعقاد اجتماع قمة خماسية كان ينبغي أن يعقد في جدة ويحضره كل من العراق ومصر والأردن واليمن والسعودية لصياغة حل عربي للمسألة ولكن النظامين السعودي والمصري تنصلا من عقد هذا الاجتماع وراح ملك السعودية فهد يروج للمزاعم الأمريكية القائلة بأن العراق ينوي غزو السعودية وسرعان ما أعطى للأمريكان موافقته على استقدام طلائع القوات الأمريكية إلى ارض نجد والحجاز وتقديم جميع التسهيلات لها.
وحين تقرر عقد قمة عربية في القاهرة للنظر في الموضوع نسق هذان النظامان معا واستغل رئاسة مصر للمؤتمر لتمرير قرار أمريكي كانت مسودته قد كتبت في واشنطن وتسلمته رئاسة المؤتمر مكتوبا ومررته بصيغته التي كتب بها بصورة غير نظامية برغم معارضة الأكثرية وبرغم الاحتجاجات الصارخة من قبل بعض الحضور.
وينبغي أن نذكر للتاريخ في الأقل أن الأنظمة الخليجية بدون استثناء قد فتحت أراضيها ومطاراتها وموانئها لقوات العدوان وأسهمت في تمويله وان الأنظمة الحاكمة في مصر وسورية والمغرب قد أرسلت وحدات عسكرية إلى السعودية لتقف في مواجهة القوات العراقية وان الوحدات العسكرية المصرية بالذات قد شاركت في القتال ضد القوات العراقية.
إن هذا الذي قامت به هذه الأنظمة يعد في جميع الأحوال جريمة بحق الأمة العربية فهي قد وفرت للعدوان مظلة عربة مهلهلة حاولت أن توهم العالم بان إعلان الحرب على العراق (قرار عربي) قبل أن يكون قرارا أمريكيا ولهذا ستظل جريمتها هذه سبة عليها على مدى التاريخ كالسبة التي لحقت بأبي رغال.
ولكن إذا كان هو هذا موقف الأنظمة المتواطئة فان موقف الجماهير العربية كان نقيضه تماما منذ الثاني من آب 1990 حتى اليوم فالجماهير العربية ناصرت العراق منذ اللحظة الأولى وتظاهرت من أجله وتعرضت من اجل ذلك إلى شتى الوسائل القمعية ومع ذلك لم تكف عن تأييد العراق ومناصرته.
وقد استقبلت هذه الجماهير ضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ العراقية بفرح غامر واعتلت سطوح دورها تكبر وتزغرد كلما مر صاروخ عراقي في طريقه إلى هدفه داخل الكيان الصهيوني فقد وجدت في ذلك انتصارا لكرامتها وتعبيرا عما تمتلكه الأمة من قدرات وإمكانات يحاول الاستسلاميون هدرها أو التغاضي عنها ليسوغوا جبنهم واستسلامهم.
وبرغم محاولات التضليل والإيهام لم تفلح الأنظمة المتواطئة في تغيير وجهة نظر الجماهير العربية بموقف العراق وقيادته التاريخية فظلت تعبر عن مشاعرها النقية بما تستطيع من وسائل ومنها تسمية مواليدها باسم القائد صدام حسين المجيد. ذلك أنها أدركت بحسها الأصيل ووعيها البسيط أن المعركة التي يخوضها العراق ليست معركته وحده بل هي معركة الأمة العربية وان العراق يخوضها نيابة عن الأمة كلها.
إن موقف الجماهير هم الأهم في نظرنا وان بدا للنظر السطحي انه غير مؤثر أو غير حاسم فقد كانت هذه الأنظمة ومازالت تخشى هذا الموقف وتحاول تحجيمه واحتوائه أو مجاراته حين لا تستطيع بل أن هذا الموقف هو الذي أرغم بعض هذه الأنظمة على التظاهر في ما بعد بخلاف موقفها الحقيقي المبيت وهو الذي اجبرها على إبداء قدر من المرونة أو التراجع على مستوى العلني.
ويبقى موقف الجماهير هو المقياس أولا وأخيرا فهو الموقف المعبر عن حقيقة الأمة وهو الموقف الذي يتبناه التاريخ أما موقف الأنظمة الخائنة والمتواطئة فيبقى هو الموقف المدان الآن وفي المستقبل مهما ارتدى من أغطية.
اتضح مما تقدم كيف كانت أمريكا مصممة على العدوان وكيف عملت مع عملائها من الحكام العرب على إجهاض الحل العربي وإفشال كل مبادرة سلمية دولية.
وقد حشدت أمريكا وحلفائها الأشرار ما يزيد على نصف المليون من الضباط والجنود وإعدادا هائلة من الطائرات والصواريخ والدبابات مع احدث المعدات الفنية وأكثرها تطورا وأسهمت في هذا الحشد قوات من 28 جيشا جاءت من مختلف أنحاء العالم لا لتدافع عن أوطانها بل لتعتدي على بلد صغير في المعايير الدارجة. إرضاء لأطماع شركات النفط الاستعمارية وتطمينا لزمرة من الشيوخ الفاسدين الذين أصبحوا حكاما وصارت لهم دويلات في غفلة من الزمن.
وفي ليلة 16/17 كانون الثاني بدأ العدوان بهجوم جوي شامل على أكثر من 400 هدف مدني وعسكري في مختلف أنحاء العراق من ضمنها الجسور والسدود والمدارس و المستشفيات والجوامع والكنائس والمتاحف ومراكز الاتصالات والمصانع والسكك الحديدية ومستودعات الحبوب والغذاء ومحطات توليد الكهرباء ومصافي النفط ومستودعات الوقود ومحطات تصفية مياه الشرب ومنظومات المجاري ولم تسلم من هذا الهجوم الإجرامي حتى الأحياء السكنية في بغداد والمحافظات وحتى الرعاة وتجمعات البدو في الصحراء واقترفوا خلال ذلك أبشع الجرائم ضد المدنيين. ومنها جرائم قصف ملجأ العامرية وسوق الفلوجة وجسر الناصرية وجسر السماوة وغيرها.
لقد استخدمت قوات العدوان ما كان قد أعده الحلف الأطلسي من أسلحة ومعدات متطورة لمواجهة حرب عالمية ثالثة كان يمكن أن تنشب بينه وبين الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد بلغ عدد الغارات الجوية التي شنها المعتدون ابتداء من ليلة 16/17 كانون الثاني حتى 28 من شباط حين أصبح قرار وقف إطلاق النار ساري المفعول ما مجموعه 112 ألف غارة جوية أسقطت خلالها على العراق ما مجموعه 141 ألف طن من المتفجرات وهو ما يعادل سبع قنابل ذرية من تلك القنبلة التي ألقتها أمريكا على مدينة هيروشيما اليابانية.
وكانت أمريكا تريد بكل من ذلك تدمير منجزات العراق الحضارية وإعادته إلى عصور التخلف وتحطيم إرادة شعبه العظيم وإذلاله وإجباره على التسليم و الركوع. ولكن العراق وشعبه صمدا صمودا يليق بهما وبتاريخهما المجيد ويتناسب مع ثقة الأمة العربية بهما. ولم يمكنا المعتد ين من تحقيق الأهداف التي خططوا لها.

وقد رد العراق على الغارات الجوية المعادية بقصف مواقع العدو وتجمعات قواته في الجزيرة العربية بضربات جوية وصاروخية كما وجه ضربات صاروخية إلى الكيان الصهيوني ابتداء من 18 كانون الثاني 1991 حتى وقف إطلاق النار وذلك لأنه كان احد أركان التآمر على العراق وشعبه العظيم ولأنه قصف مفاعل النووي العراقي في حزيران 1981.
ومع أن العراق كان يدرك تفوق المعتدين التقني فقد كانت له خطته لمواجهتهم وكانت هذه الخطة تقوم على عنصرين أساسيين. أولهما استخدام التمويه وبناء التحصينات في الجبهة لتقليل تأثير القصف الجوي والمدفعي المعادي وثانيهما استدراج القطعات المعادية إلى معارك برية تلحق بها اكبر قدر من الخسائر.
وقد نجحت عمليات التمويه والتحصين نجاحا باهرا ولكن المعتدين تهربوا من الالتحام البري حتى حين قامت بعض القطعات العراقية بالتوغل داخل الأراضي السعودية واستعاضوا عن هذا الاقتحام بالقصف الجوي والمدفعي وعند ذلك قررت القيادة العامة للقوات المسلحة احتلال مدينة الخفجي السعودية التي تبعد عن حدود الكويت الجنوبية بنحو 30 كلم وهكذا بوغث العدو بهجوم عراقي صاعق على هذه المدينة ففر الأمريكان منها مذعورين وسقطت في قبضة القوة العراقية المهاجمة خلال اقل من أربع ساعات.
ومرة أخرى تجنب الأمريكان الالتحام البري واستعاضوا بالقصف الجوي والمدفعي ولذلك قرر العراق سحب قواته من هذه المدينة وإعادتها إلى المواضع التي انطلقت منها بعد أن كبدت الأعداء أعدادا من القتلى والجرحى وأسقطت عددا من الطائرات السمتية والطائرات ثابتة الجناح منها طائرة سمتية كانت تقل 18 ضابطا أمريكيا.
لقد كانت هذه العملية إحدى مفاخر الجيش العراقي الباسل لأنها دلت على مدى شجاعته وكفاءته وقدرته في التخطيط والتنفيذ وشهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء.
وعدا ذلك حاول العدو بعملية إنزال خلف القطعات العراقية فتم التصدي لها وإسقاط أربع طائرات سمتية كبيرة من طراز (شينوك) بحمولتها واسر عدد من العسكريين الأمريكيين والسعوديين.
وحاول العدو يومي 21 و 22 من شباط مرتين تحقيق تماس مع القوات العراقية ولكنه جوبه بنيران حامية فاضطر إلى الانسحاب مخلفا وراءه عددا من الدبابات المدمرة حين شعر بان القطعات العراقية قد تهيأت للقيام بالهجوم مقابل عليه
وأخيرا توهم المعتدون أن القصف الجوي قد أنهك القوات العراقية فقاموا بهجومهم البري الذي طبلوا له كثيرا وزمروا. فتصدت لهم قوات ثلاثة فيالق عراقية كبدتهم خسائر كبيرة في الدبابات والآليات والناقلات كما تصدت القوات العراقية لهجوم مشترك فرنسي_ بريطاني في البادية الغربية واحتوت هذا الهجوم.
ولما وجدت القيادة العامة للقوات المسلحة أن القوات المعادية تتجنب الالتحام في معركة برية واسعة النطاق وان الوضع السياسي الدولي يتطلب سحب القوات العراقية من الكويت وان هناك نيات أمريكية _ صهيونية هي ابعد من استعادة الكويت عندئذ قررت القيادة العراقية سحب قطعاتها وتعبئتها عند حافات المدن من اجل استدراج القوات المعادية وإيقاعها في فخ القتال في المدن وتكبيدها أفدح الخسائر البشرية.
وقد نجحت هذه الخطة في استدراج ثلاث فرق مدرعة معادية مساء يوم 26 من شباط 1991 ودارت معركة عنيفة في أجواء ملبدة بالغيوم المنخفضة والعواصف الترابية ففوجئ الأمريكان برجال القوات الخاصة العراقيين يتسللون بين دباباتهم يصطادونها واحدة بعد الأخرى فشاع في قلوبهم الرعب والارتباك وانسحبوا انسحابا غير منظم تلاحقهم قذائف المدفعية العراقية من أمامهم ومن خلفهم.
وفي يوم 27 من شباط قام الأمريكان والبريطانيون بهجوم مشترك على قطعات العراق جنوب غربي البصرة ففشل هذا الهجوم ودمر العديد من دبابات المعتدين واسقط عدد من سمتياتهم وقتل العديد منهم واستقر الموقف لصالح القوات العراقية.
وأخيرا وجد الرئيس الأمريكي مجرم الحرب بوش الأب أن الاستمرار في الحرب سيكبد القوات المعتدية خسائر فادحة فاصدر قرارا بإيقاف إطلاق النار من جانب واحد لهذا ولان العراق لم يكن يريد الحرب أصلا وافق على وقف إطلاق النار ليس من موقع المهزوم كما حاول الأعداء أن يصوروا الأمر بل من موقع الند المكافئ لنده بل من موقع المنتصر الذي افشل خطط عدوه ومنعه من تحقيق الأهداف التي كان يريد تحقيقها وكان هذا هو موقف العراق في محادثات وقف إطلاق النار فقد وقف ممثلو العراق موقف الند للند أمام ممثلي 28 جيشا شاركت في العدوان وكان هذا وحده كافيا للدلالة على جوهر المعركة وحقيقة العراق المنتصر.لكنه كانت هناك صفحة أخرى تنتظرها مصدرها الهضبة الإيرانية الحاقدة حيث انه فوجئ العراق
بعد وقف إطلاق النار بأن هناك تحالفا أمريكيا إيرانيا لتحقيق أهداف المعتدين التي عجزوا عن تحقيقها عن طريق العدوان العسكري.
فقد أبطن النظام الإيراني يغرما أظهره للعراق قبل وقوع العدوان لقد اظهر النظام الإيراني استعداده للتنسيق مع العراق ولكنه غدر بالعراق فور وقف إطلاق النار بأخص الطرق.
وقد بدأت نيات النظام الإيراني تنكشف في أثناء العدوان عندما كانت أجهزته الإعلامية تعبر عن موقف يتسم بالشماتة والتضليل وعندما سمح هذا النظام للصواريخ الأمريكية الموجهة إلى العراق وللطائرات الأمريكية المقاتلة والقاصفة بالمرور عبر الأجواء الإيرانية وهذا ملا يمكن أن يحدث إلا بوجود تنسيق بين الطرفين.
وفي صباح 2/3/1991 هبطت خمس طائرات سمتية مجهولة الهوية في منطقة التنومة في محافظة البصرة وترجل منها أشخاص وأنزلت منها كميات من الأسلحة والمعدات.
وخلال الأيام 1 و 2 و 3 من شهر آذار تدفق الألوف من حرس خميني على محافظة البصرة وذي قار وميسان وقضاء الحي في محافظة واسط. وقاموا مع العملاء المرتبطين بالنظام الإيراني بتدمير وحرق المقرات الحكومية والممتلكات العامة وتوريط السذج والبسطاء في نهب الأسواق.
وفي الوقت نفسه أخذت إذاعة تبث من داخل إيران في إذاعة خطب وبيانات تحرض على التخريب والقتل وتوجه تعليمات مجفرة إلى العناصر الإيرانية المتسللة.
وفي يوم 4/3 أمرت هيئة الأركان المسلحة العامة في إيران عددا من مقراتها بالسماح للإيرانيين المسفرين المدربين على السلاح والموجودين في محافظات أذربيجان الغربية وكردستان الإيرانية وكرمنشاه بالتسلل إلى العراق والقيام بعمليات مسلحة ضد الدولة العراقية.
وقد ثبت من خلال التحقيق مع العناصر التي القي القبض عليها ومن الوثائق التي كانت بحوزتها ومن المعلومات الواردة إلى الأجهزة الأمنية المختصة من داخل إيران فضلا على أدلة أخرى. أن النظام الإيراني متورط في التآمر على العراق.
وقد وصل التنسيق بين الأمريكان والإيرانيين حد قيام الطائرات الأمريكية بإلقاء منشورات خلال صفحة الغدر والخيانة مع كل منها ورقة نقدية من فئة 25 دينار تحث الناس على التمرد بشعارات إسلامية زائفة.
إن النظام الإيراني الذي هزم في حربه العدوانية مع العراق ظن أن الفرصة قد واتته لتحقيق أطماعه التي عجز عن تحقيقها بسبب هزيمته ولذلك نسق مع المعتدين الأمريكان وشارك مشاركة ميدانية في صفحة الغدر والخيانة وحاول احتلال العراق احتلالا مبطنا متسترا ببعض العملاء.
واللافت للنظر أن الدوائر الحكومية التي قام المتسللون من إيران بتدميرها وحرقها وحرق سجلاتها وأوراقها وأضابيرها هي الدوائر التي تحتفظ بالمعلومات التي تثبت عراقية العراقي ونعني دوائر الجنسية والأحوال المدنية ودوائر التسجيل العقاري ودوائر الكتاب العدول والمحاكم الشرعية ودوائر المرور والمدارس والمصارف.
وكان الهدف من ذلك واضحا هو تعويم هوية المواطن العراقي ومحوها لكي يتاح للنظام الإيراني توطيد مئات الألوف من المتسللين الإيرانيين في العراق بوصفهم مواطنين عراقيين.
غير أن الشجعان الغيارى من أبناء العراق استطاعوا التصدي لهذه المؤامرة والقضاء عليها في مهدها.
وهكذا يثبت النظام الإيراني مرة أخرى بأنه نظام ليؤتمن وان أطماعه التاريخية في العراق مستمرة وانه يتحين الفرص لتحقيق هذه الأطماع وهذا ما ينبغي أن يبقينا في يقظة دائمة حيال مواقفه وتصرفاته.
نعم لقد كانت أم المعرك الخالدة فعلا معاني ودلالات وعبر وحقائق ثابتة لا تتغير حيث يتوهم الكثيرون
أن أم المعارك هي الصفحة العسكرية التي يسميها الإعلام الأمريكي والصهيوني والإعلام المتأثر به باسم (حرب الخليج الثانية) كلا إن أم المعارك ليست صفحة واحدة بل صفحات عدة أحداها الصفحة العسكرية فصفحة الغدر والخيانة هي صفحة أخرى من صفحات أم المعارك وكذلك الحصار الذي هو في حد ذاته أكثر من صفحة.
إن أم المعارك هي كل هذه الصفحات وغيرها وقد سميت بهذا الاسم لأنها المعركة التي اجتمع فيه كل أعداء الأمة العربية في ظرف واحد وساحة واحدة لمجابهة الطرف الأخر وهو الأمة العربية نفسها ممثلة بالعراق رائدها وأنموذجها النهضوي ولان أعداء الأمة كانوا ينتظرون من حسم هذه المعركة لصالحهم القضاء على كل الأمة كل أمل للأمة في الوحدة والانبعاث والنهضة فهي إذا أوسع واشمل معركة خاضتها الأمة مع أعدائها التاريخيين إنها أم المعارك.
لكن العراق جسد في أم المعارك روح الأمة أروع تجسيد. فلم يكن المدافع عن حقها في النهضة وعن أنموذجها النهضوي فحسب بل كان المعبر عن قيمها ومثلها التي تعبر عن روحها أيضا فانتخاؤه وقتاله وجهاده وصبره وصموده لا مثيل لها إلا ما كان منها لأجدادنا من المسلمين الأوائل.
لقد قال العراق للامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وعملائهما (لا) تاريخية بلسان قائد الأمة صدام حسين المجيد..لا..للاستعمار..لا..للصهيونية..لا..للاستسلام والركوع. قالها وثبت عليها ودافع عنها في وجه 28 جيشا مزودا بأحدث الأسلحة والمعدات قالها وانتصر قالها ولم يمكن أعداء الأمة وأعداء الإنسانية من تحقيق الأهداف التي خططوا لهل..قالها وبقى مرفوع الهام برغم العدوان والحصار..قالها وأصبح رمزا مشعا بكل المعاني العالية التي تنشده الأمة وتنشدها الإنسانية وهذا هو معنى النصر هذا هو جوهره فالنصر هنا نصر معنوي. رسالي وليس مجرد نصر فني في ساحة قتال.
لقد أشاع الغرب والصهيونية خلال العقود الثلاثة التي سبقت العدوان الإيراني على العراق روحا انهزامية مفادها أن العرب غير قادرين على القتال دفاعا عن حقوقهم المشروعة والدليل على ذلك معاركهم في أعوام 1948 و 1967 و 1983 التي لم تستمر سوى مدة قصيرة جدا وكانت نتائجها النهائية في غير صالح العرب غير أن العراق وهو جزء من الأمة العربية وليس كل الأمة اثبت زيف هذا الادعاء وبرهن عمليا على أن العرب قادرون على تحقيق أروع الانتصارات إذا ما توفرت لهم القيادة المؤمنة الأمينة على مبادئ الأمة والمتمسكة بحقوقها والحريصة على مصالحها.
وبرغم العدوان والحصار انتفض العراقيون بقيادة القائد البطل صدام حسين المجيد لإعادة بناء ماد مره الأشرار بحملة جهادية فريدة وكان شعار " تبا للمستحيل والله اكبر" هو شعارهم.
وقد تفجرت خلال حملة إعادة الاعمار هذه طاقات العراقيين ومواهبهم وقبل ذلك غيرتهم على وطنهم وأمتهم فأعادوا بناء البني الارتكازية والاقتصادية المدمرة خلال مدة لا تزيد على (11) شهرا ومن دون أي إعانة أجنبية أو الحصول على أية مادة من المواد الاحتياطية من خارج العراق.
لقد أراد المعتدون شل دورة الحياة في العراق وإعادته إلى عصور التخلف وترك العراقيين يتحسرون أو يتوسلون بالأجانب ويبحثون عن مساعدات وقروض أو يستسلمون للقوى الامبريالية والصهيونية من اجل إعادة بناء الجسور والمصانع والمصافي ومحطات الكهرباء والماء وغيرها ولكن عراق القائد صدام حسين المجيد لم يعط المعتدين الأشرار مثل هذه الفرصة.
وهكذا فعل العراق المحاصر في مدة استثنائية ما لم تستطيع أن تفعله ألمانيا واليابان وفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية إلا في سنوات مع أنها لم تكن دولا محاصرة. بل أن هذه الدول لم تستعد عافيتها إلا بعد أن فتحت أبوابها للاستثمارات وحصلت على المساعدات مثل مشروع (مارشال) وغيره.
وكان هذا بحد ذاته درسا لأمتنا ولسائر الأمم والشعوب وخاصة شعوب العالم الثالث درسا في كيفية الاعتماد على الذات وتفجير طاقات الشعب الخلاقة وتعبئتها من اجل الحفاظ على السيادة الوطنية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي والتحرر من أي شكل من أشكال النفوذ الاستعماري.
وإذا كانت أمريكا قد أرادت أن تجعل من العدوان على العراق ومن الحصار الذي فرضته عليه درسا تخيف به الحكومات والشعوب لكي تستسلم لها وتخضع لهيمنتها فان مقاومة العراق وصموده وانتصاره قد أدى إلى نتيجة معاكسة وتحول إلى درس من نوع آخر كشف للحكومات والشعوب أن أمريكا يمكن أن تقاوم بالإرادة الصلبة وبالتمسك بمبادئ الاستقلال والسيادة وحرية القرار والدفاع عن المصالح الوطنية والقومية وعدم التفريط بها وبرهن هذا الدرس للعالم أن أمريكا ليست مطلقة القدرة والهيمنة وأنها يمكن أن تعارض وتقاوم وشجع هذا عددا من الدول على الدعوة إلى عالم متعدد الأقطاب. وعلى التفكير بإقامة تجمعات دولية تقف في مواجهة نزعات الهيمنة الأمريكية.
وهكذا يمكننا القول أن أم المعارك قد حددت بوضوح طرفي المعركة.. الأمة العربة في طرف و أعداؤها في الطرف الأخر وفرزت بين خندقين..خندق آخر يقوده العراق ويتجمع فيه الأخيار المناضلين ضد الامبريالية والصهيونية من العرب وغير العرب.
ولسنا نغالي إن قلنا إن إشعاع أم المعارك قد غطى العالم كله فكل ما نراه من أشكال المقاومة والتمرد على النزاعات العدوانية الأمريكية أي نزاعات الهيمنة والاستحواذ كان نتيجة لسريان هذا الإشعاع ولا يزال هذا الإشعاع يتفاعل ويعطي نتائجه. فلولا أم المعارك وإشعاعها أي لولا صمود العراق ومقاومته الباسلة لغطى ظلام الامبريالية والصهيونية العالم
كله لحقبة طويلة من الزمن.
الجزائر في 25/05/2006